آخر الأحداث

الشعب والتضخم وغلاء المعيش اليومي.

23 فبراير 20234 مشاهدة
الشعب والتضخم وغلاء المعيش اليومي.

صدى المغرب – محسن الاكرمين

الخميس 23 فبراير 2023 – 16:50

الشعب :

قد نكون نقترب من خط تقلص يد الدولة الممدودة في دعم ورعاية ما كان يصطلح عليه في الخطب غير المكتوبة (الشعب). قد تكون أحادية تدبير الدولة قد تعزز بحكومة تعتبر(الرعية) بنكا متنقلا. قد يكون الشعب صندوقا مفتوحا لتمويل كل المثبطات و الخيبات التي تجرها الحكومات تباعا. قد حورت الحكومة نص التضامن الدستوري فعلى الجميع أن يتحمل بصفة تضامنية التضخم المالي (7%) والغلاء الذي يُصِيبُ العباد والبلاد. هي(الرعية) الطيعة المقهورة بالأسماء والأنساب في السجل الاجتماعي للهشاشة والفقر. هي”الرعية” التالفة في سوق توفير مستلزمات قفة العيش، ومواجهة تراكمات هَمِّ الحياة.

الكاوية:

من بين مصطلحات عند مُولْ الفران (الكاوية)، ذاك الغشاء الحديدي السميك المحاذي للنار. هي لمسة “الكاوية” الأخيرة التي وصل إليها الشعب بصهد متتالية ادفع نحو مزيد من الغلاء!!!
أفعال (الرعية) تنتهي عند الصياح العفوي، والتي لا تريد تسييس مفهوم الغلاء. فقد أُنْهِكَتِ (الرعية) الهشة، و(انتقل معدل الفقر من 1.7 % في 2019، إلى 3 % في 2021 نظرا إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والاستهلاكية). فالحكومة لازالت تمارس سياسة إعلام اللجان، والتي تحارب الغلاء عند (مُولْ الفاخر) الذي لم لائحة ثمنه ! ولا زال استنزاف عيش(الرعية) قائما بلا تغيير.
حقيقة لا مناص من ذكرها، فلازالت مطالب “الشعب” عالقة وتكرر نفسها بتغيير المصطلحات والشعارات منذ عهد الاستقلال، فإلى متى ستبقى(الرعية) هكذا؟

تدبير التضخم:

من سوء ديمقراطيتنا (الاقتصادية) أنها قطعت أشواطا من تحنيط قراراتها باتجاه جيوب (الرعية) الطيعة والأليفة، وتم تحرير سوق النخاسة والشناقة !! وعلامة تشوير إشهارية : (ادخل سوق راسك) !هو نمط جديد من الاستنزاف لجيوب الطبقات المتوسط وعموم(الرعية)، استهداف يُفْقِرُ الفقير ويُغْنِي الغني !! في المقابل تضيع حقوق الشعب المشروعة في العدل والصحة والتعليم والشغل والسكن ورخاء قفة المعيشة… هي أسهم الحكومة العمودية تجاه جيوب (الرعية) لتمويل سياسات الإخفاق.

غلاء المعيش:

قد تكون (الرعية) في (بِدْعَةِ) صلاة كفارة عن مُعَاودة مطالب بقيت عالقة منذ عهد الاستقلال. قد يكون الشعب يعيش مرحلة اليأس، وسئم من النضال (المفبرك)، وبات يتلهى بمشاهد “التفاهة “والسخافة، ويحتاج إلى مزيد من مضخات سلوك ثقافة (العام زين)، وحقن التسويف. هو الشعب الذي علق مع قشة التصحيح، وظل عالقا وسط تجاذب سياسي مقيت بلا جدوى ولا جاذبية ثقة في المستقبل.
قد لا نحتاج في هذا السياق إلى الاستدلالات البيانية على وضعيات الأسر والهشاشة فالتضخم (يؤدي إلى انخفاض مستوى معيشة الأسر بنسبة 2.2 % كل سنة). قد لا نحتاج إلى سجل اجتماعي يحصي الفقر والفقراء فقد يعري (شوهتنا) ويفضح الدولة عالميا بالأرقام الصادمة. من تم نحتاج إلى رؤية جديدة للتمكين، تطوح بالفوارق الاجتماعية، وتستهدف التنمية التفاعلية مع قضايا (الرعية)، و الإفراج عن لجان الحكامة التي تسائل: من أين لك هذا!! وتفتش في مخازن وأرصدة الفساد والريع (حلال).

الأمة :

يقال: أن الدم أكثر كثافة من الماء، ونحن نقول: أن الحكامة أكثر حماية للشعب من سوءة الفساد. فالمواطن الفاعل يجب أن يكون مبادرا، مُنْتجا للحلول، ولا يقف عند حدود السلبية والتواكلية والانتظارية. لن نَقْفلَ أبواب الحلم ، وبناء مشاريع مستقبل متمايز. لن نركن إلى السلبية، ونخاف من (سخونة الكاوية). فلا بد من استعادة النخب المثقفة لدورها التنويري، لا بد للسياسة من تحمل المسؤولية، والاستجابة للحاجيات الملحة للمواطنين (الرفاه للجميع)، واقتسام خيرات الدولة سواسية.