آخر الأحداث

الهوية البصرية والثقافية والحضارية لمدينة مكناس.

13 مارس 20237 مشاهدة
الهوية البصرية والثقافية والحضارية لمدينة مكناس.

صدى المغرب – محسن الاكرمين

الاثنين 13 مارس 2023 – 21:20

من صنع إخفاقات مدينة مكناس؟ لنتخلص من هذا السؤال الماكر باكرا، قبل الشروع في تفكيك الأسباب والمسببات والأعراض. ولتسوية هذه المعادلة الضيقة لا بد من قياسها من الزاوية المعكوسة بالعودة عند الزمن الماضي القريب، لأن ما تعيشه مكناس من أعراض النكوص في سلم التنمية (الذكية)، ما هو إلا أعراض حمى (سخانة) مريرة آتية من سياسة الماضي غير البعيد بالمدينة.
قد لا نُعلق إخفاق مدينة على أشخاص ومناصب بعينها، قد لا نكون من فئة الإجحاف حين نتعمد غير ما مرة عدم ذكر مكناس بالبهاء في الماضي، وإغلاق انحصار المدينة فقط في الحاضر. هذه حقيقة قد لا تُعْجب الكثيرة ممن يفخر أنه من جيل الماضي (الذهبي)، فالمدينة كانت بخيراتها الطبيعية زاخرة، وتنعم في الكرم الحاتمي على كل المقاولات الاستثمارية، ولكل ذوي المال من أهل الحل والعقد السياسي. كانت مكناس توازن الحسناء العذراء المتأففة عن الكلام والتبرج والتبهرج، كانت طيعة خدومة في تقديم خدمات أرضها بالمجان، كانت المدينة هي التي تمنح خيراتها للجميع بنسب غير متوازية، بعدها تركت المدينة تحفل بالفقر والفقراء، وبات من استفاد من (الريع حلال، الفساد) وأصحاب (المصالح المشتركة) من بعض وجهاء وأغنياء المدينة. كانت المدينة بحق تُستنزف حد (مص عظمتها) وإتلاف معالمها الكلية.
من الافتراء التام أن نُسوق لأسماء أشخاص قدموا خدمات جليلة للمدينة يذكرهم بها التاريخ، دون أن يستفيدوا من خيرات المدينة. لكن، نفتخر مَجْدا أن مكناس من غير السلطان المولى إسماعيل العلوي(المؤسس الفعلي/ مفهوم المدينة) فلا أحد له الفضل عليها. من حفريات تاريخ قلم الرصاص أن مكناس صنعت أشخاصا بعينهم في السياسة والاقتصاد والمال والاستثمار، ولم تستفد البتة منهم غير كلام فضفاض (أنا ابن مكناس) فما أسوء خُطب المتكلم، والخطاب المكتوب!!
اليوم وغدا، ستبيت مكناس مثل (البقرة الطايحة في الأرض) والجميع يبحث عن الكتف المستملح الذي يروق له لأخذ نصيبه من (الوزيعة). باتت المدينة تعيش إشكالات الحكامة المتقادمة والحديثة، وبرزت لوبيات السياسة والبيع والسمسرة…،
قد لا نختلف في حصيلة كفاف المعطيات بين سؤالين متحركين: ما تستفيد المدينة من مهرجاناتها؟ وما يستفيد المنظمون من المهرجانات؟ هي بحق عملية آلة كسارة حصى غير منتظمة الاشتغال لا في المداخل ولا حتى في النهايات، مادامت المدينة تدير ظهرها للتاريخ والحاضر، وحتى المستقبل، وتُغيبُ رؤية الالتقائية على حد سواء. مادامت هذه المهرجانات لا تحمل رؤية الشفافية في التدبير التفاعلي، والتسيير المالي. ولنا النمذجة في (مهرجان عدة). فالفزع التام حين تصبح المدينة تحفل قيمة بين إقامة مهرجان (ما)، وذاك المهرجان لا يعلم به إلا القلة القليلة والمسوقون له داخل حوض منغلق، فهل يقدر هذا المهرجان الثقافي حمل مشعل تسويق الهوية البصرية للمدينة؟ حتما وبالقطع (لا).