آخر الأحداث

ندوة علمية وفكرية تكرم المؤرخ عبد الرحمان بن زيدان بمكناس

نور الدين البريرشي11 مارس 202411 مشاهدة
ندوة علمية وفكرية تكرم المؤرخ عبد الرحمان بن زيدان بمكناس

مكناس-عبد الصمد تاج الدين 

الاثنين11مارس2024-10:08

    اعترافاً بدوره الطلائعي  الهام في توثيق وتدوين  الحقب التاريخية  بكل تجلياتها  للدولة العلوية  ،نظمت جمعية  العائلات العريقة  لقصور الدار الكبيرة  مشور الستينية بمكناس بعد عصر  يوم السبت الأخير  ندوة علمية تقديرا و تكريما للمؤرخ والعلامة  المغربي الكبير المرحوم عبد الرحمان بن زيدان ، للتذكير بدوره كمؤرخ المملكة الكبير  في بناء وكتابة التاريخ الوطني المغربي و كذا بأدواره المجتمعية من خلال مواقفه السياسية و الثقافية و غيرها  ، وقد اسهب  أساتذة  اكاديميون و باحثون متخصصون  في مناقشة وتسليط الضوء  على مسار مؤرخ  الدولة العلوية   تكريما  لروحه  واستحضارا لمساره  الغني بالإنجازات  الفكرية والتوثيقية  وكان ذلك بحضور عدد من الشخصيات  الوازنة  المنتمية لمختلف الاطياف  السياسية منها  والاقتصادية والرياضية  المعروفة لدى الأوساط المكناسية العريقة .

واستهل الندوة العالم  والمفكرالمغربي الدكتور ادريس هاني  مداخلته  التي اختار لها عنوان ، مظاهر الدولة  المغربية  من خلال العز والصولة  للعلامة  مولاي بن زيدان    بإلقاء الضوء على سيرة عبد الرحمان بن زيدان  والتطلعات  التي حملها مؤرخ الدولة  العلوية كشخصية  فريدة من نوعها حيث كان سباقا  للكثير من الأفكار وهو الذي  اعتمد يقول  الدكتور هاني   اثناء  لقاءاته الدبلوماسية  خلال رحلاته الى مجموعة من  الدول  الأوروبية  والعربية على التركيز  والمحافظة على  العز والصولة  أثناء  العلائق السياسية والدبلوماسية  المغربية  التي كان يربطها في اطار  مهامه العملية و الاستطلاعية لهذه البلدان الأجنبية ، وهو المعطى الدي مهد له السبيل في إرساء السلم والسلام  وجلب الثروة  والعمل على  استمرار هيبة الدولة المغربية .

من جانبه تحدث الأستاذ جمال مولاي الخبير القانوني  في العلاقات الدولية  من دولة تونس بإسهاب كبير عن شخصية المحتفى به  ،مشيدا بمساره العلمي المتفرد و الحافل بالاعمال والخدمات العلمية  التي اثمرت  العديد من  المؤلفات التاريخية  الغزيرة، وغيرها  من الدواوين الثقافية والشعرية  التي يعتمد علة  طلاب العلم  كمراجع  أساسية        ما  ساعد على سمو  ورفعة سمعته الدولية التي جاءت نتيجة رحلاته العلمية عبر  أرجاء العالم، فضلا عما قدّمه من خدمات جليلة للتاريخ المغربي عامة  وللعاصمة الإسماعيلية  مكناس  على وجه الخصوص ، ودوره البارز في تجديد الكتابة التاريخية، خاصة في مجال التاريخ الاجتماعي وتاريخ التقاليد والمهن ، كما تميّزت مداخلة  الأستاذ  جمال مولاي   بتخصيص قراءات في بعض فصول  المؤلفات التي أنجزها مؤرخ الدولة العلوية .
.
وشملت الندوة التي عرفت  حضورا وازنا من كل أطياف ومكونات المجتمع المكناسي  من افراد عائلة  المحتفى به ضمنهم حفيدته  لا لة  عائشة بنزيدان، تلاوة الفاتحة  ترحما  على روح  المرحوم  مولاي عبد الرحمان بن زيدان   والوقوف  تحية  للنشيد  الوطني ، تلتها  كلمة الجمعية التي قدمها الأستاذ مصطفى العلوي  رئيس الجمعية الذي أشاد خلالها بالمؤرخ المحتفى به، وبالنجاح الذي حققته الندوة  رافعا  الدعاء  فيها للملك محمد السادس بالنصر والتمكين  والسؤدد ..
واختتمت أشغال الأمسية العلمية التي احتضنت اشغالها ـإحدى قاعات  فندق عبر المحيط  و أدار  ونسق بين فقراتها  كل من  الأستاذ ين  ادريس بوسباطة  وامين النظيفي ،  بكلمة شكر وتقدير ألقتها حفيدة  المحتفى به حيث نوهت  بأشغال الندوة، عروضا وتنظيما ونتائج. كما أشادت بالأساتذة المؤطرين  وجميع الحاضرين وكل من ساهم في  هذه المبادرة ،قبل  ان يتمّ  تسليمها  الصورة التذكارية  لجدها  مولاي  عبد الرحمان بن زيدان  كعربون محبة وتقدير من طرف الجهة  المنظمة وسط تصفيقات ..
ويعتبر المؤرخ الشهير المولى عبد الرحمن ابن زيدان  المزداد بمكناس   سنة   1878 من بين العلماء الذين خلدوا مجد الدولة العلوية بمؤلفاته وأشعاره، التي  ظل منكبا على إنجازها طول حياته ،  فبعد إنهاء دراسته بمسقط رأسه مدينة مكناس وبعدها  بجامعة القرويين بمدينة فاس، تفرغ للتدريس والكتابة والتأليف وقرض الشعر وعين نقيبا للشرفاء العلويين بمكناس وزرهون  ومديرا مساعدا للأكاديمية العسكرية بمكناس،  وبقي يزاول مهمته إلى حين وفاته سنة  1946 تاركا  وراءه مجموعة مؤلفات بلغت سبعة وعشرين مؤلفا، ما بين مطبوع ومخطوط، وجلها في تاريخ الدولة العلوية  إضافة الى  خزانته  تعتبر من أهم الخزانات المغربية نظرا لما تشتمل عليه من نوادر المخطوطات ونفائس المطبوعات الشيء الذي جعل طلاب العلم ورواد المعرفة يتواردون على مقرها بمحل سكناه بالقصر الستيني بمدينة مكناس