عاجل
كتاب وآراء
أخر الأخبار

سنة سعيدة والمغرب بألف خير…

صدى المغرب – محسن الاكرمين

السبت 31 دجنبر 2022 – 16:40

بين متناقضين منسجمين تغيب سنة، وتُشْرق أُخرى في تعاقب رباني للأزمنة. سنة تنقضي من أعمارنا كُرْها وتأخذنا في ممرات همِّ الحياة جرا وطوعا بالانسياب، مرَّة بالفرح ومرات عديدة بالحزن والألم. هي الحياة علمتنا من له بداية له نهاية. هي الحياة التي دربتنا البحث عن فرص الحلول لكل المتناقضات مهما كان نوعها في الانسجام أو التنافر، علمتنا أن نُوفق بين العناصر التآلف لردم فجوة التناقض.
تمضي سنة (سير…سير)، ونحن قيام متصلبون في أماكننا، نلهث لنيل هم الحياة ومستملحاتها. تمضي سنة من نِية إمساك الشد على حلم التغيير الموعود، وتحرير الطاقات وكسب الرفاه للجميع، لكنا نعود ونُسجل أصعب أهداف التهديدات في إسعاد الفرح للجميع، بعدها نرتبك تفكيرا في لعبة درجات تفاوت تصورات رؤية البداية، وكذا هشاشة المنطلقات والفرضيات الأولى التي دغدغة أحلامنا (قولوا العام زين).
تمضي سنة 2022 بما لها من إخفاقات ونجاحات، وفرح (المنتخب الوطني) وحزن (الطفل ريان)، وقد لا نجد بعد هذا صنيعا آخر من بدائل لترسيخ الفرح العام وترميم آلام الأحزان، حينها قد نعلن أن مشكلة السنة القادمة 2023 ستتفاقم فيها المشاكل البنيوية والهيكلية، وما على الشعب إلا الصبر والحكمة والتآزر والتضامن.
تمضي سنوات، هرمت البنية الديموغرافيا المغربية منذ نضال جيل (سنوات الرصاص) ولا زلنا في عدم اليقين نتكهن التوقعات بالتحيين والتأجيل، وقد ولجنا في جيل جديد من الانتهاكات الكبيرة للكرامة الإنسانية في العيش السمح والعدل. فحين ألف شعب الطبقات الهشة استمرار الأزمة والركود الحياتي المستديم عشق بطاقة (الرميد) حبا، اعتبر أن النمو السريع في مغرب المفارقات الاجتماعية يُنتج غياب الرؤية، وعدم وضوح إستراتيجية النقلة النوعية من سنة لأخرى.
بين متناقضين منسجمين تأتينا سنة 2023 جد محتشمة من المستقبل المشكل بالامتيازات المحصنة والإقصاء الشامل. تأتي سنة أخرى تحمل وزنها من الانعكاسات السلبية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. تأتي سنة من التضخم في المطالب التي تتقوى بالصمت و بلا جدوى الانفراج. تأتينا سنة جديدة بسؤال يتحدانا: من سيؤدي ثمن الأزمة المستديمة؟ فمن الصعب الفرح واللهو في ليلة رأس السنة، من اللهو المفسد إطفاء الأنوار بحدود منتصف الليل، فالتوقعات المستقبلية باتت تحمل فعل يُمْكِنُ الغائب، ومصدر اللاَّمُمْكِن من الأغنية الغيوانية (يا أهل الحال اِمْتَى يصفى الحال تزول الغيوم… وتفاجا الأهوال).
تأتي سنة جديدة تحمل متناقضين منسجمين، لكن أُقرُّ علنا أن الأسوأ بات من خطبة طارق بن زياد عالقا بين البر والبحر، وانتقلنا من (كوفيد19) الجائحة بأمان، إلى كورونا الفتك و الغلاء والأسعار غير المسقفة والمدعمة. في هذه السنة الماضية سأبيت قياما أُلْعِنُ السياسة والسياسيون، أُلْعِنُ الروس والأوكرانيون، أُلْعِنُ الفساد، أُلْعِنُ صمت المستضعفين والفقراء، أُلْعِنُ فرح الفساد وتسويف الفرح المسرحي، أُلْعِنُ الإصلاح الذي بات يطالب بإصلاح الإصلاح.

زر الذهاب إلى الأعلى