صدى المغرب – تاونات
الثلاثاء 11 يوليوز 2023 – 20:25
أحمد الهلاوي فلّاح بسيط من قرية بني كزين بجماعة فناسة باب الحيط نواحي تاونات، لقي حتفه غرقا في مياه واد ورغة، في مشهد صدم أهل البلدة صغيرهم وكبيرهم.
لم يكن غياب ” عمّي أحمد ” مفاجئا ليلة أمس الإثنين، لأنه اعتاد ملازمة حقله الصغير المجاور لواد ورغة، هناك حيث يرعى فلاحته المعيشية، ويقضي يومه يحكي ل” الساقية ” غدر السنين.
هذا الصباح بحث عنه ابنه في عرسته، قبل أن يعثر عليه جثة هامدة في مياه واد ورغة، لم يكن متخلّصا من ملابسه، وحدها صندالته كانت بالقرب من حاشية الماء، الأرجح أنه كان يبحث عن لحظة استرخاء وسط الماء بعد يوم حارّ وشاق.
غرق ابن قرية بني كزين يرجّح أنه حصل أمس الإثنين، لكن العثور على جثته لم يحصل إلا صباح اليوم الثلاثاء، كما أن المكان الذي عثر عليه فيه لا يسلك منه الناس إلا نادرا.
غرق عمّي احمد الذي عرفته وأنا طفل صغير، كان يزورنا في بيتنا، ويعمل معنا من حين لآخر، وكان والدي يحبّه كثيرا بسبب ” تدرويشيت ” اللي فيه، وأتذكّر أنه كان إنسانا مكافحا، يجني قوت يومه بعرق جبينه، لم يكن يستجدي عطف أحد، ولا أن تكون نفسه مثيرة للشفقة.
عاش بسيطا، محبوبا، درويييش، لكنه مات في لحظة ضعف، في لحظة لم يجد من يرفعه من المجرى المائي، من يمد له طوق النجاة !
رحل أحمد الهلاوي، لكن طيفه لن يرحل، سيبقى خالدا، سيبقى شاهدا على رجل عاش واقفا، لكنه مات في هدوء.. وكأنه أراد أن يقول لنا ” منكرفس حد معايا “!
رحل عمّي احمد وتركنا نجتر ألم الفقد، ونتجرّع مُرّ الفراق..
ترك القبيلة حزينة، يعتصرها الأسى، يمزقها شعور بالرحيل.
كلمة وداع خطّها جزء من رأسه الذي كان يطفو فوق الماء.. وداعا عمّي احمد، مقامك الجنة إن شاء الله.