صدى المغرب-نورالدين غنبوري
الثلاثاء22غشت2023-19:22
تحت شعار: “موسم مقام الطلبة حودران مورث ثقافي”، عاشت ساكنة الجماعة الترابية حودران دائرة أولماس بإقليم الخميسات والجماعات المجاورة لها على مدى ثلاثة أيام إنطلاقا من 20/19/18 2023، على إيقاعات فعاليات وإحتفالات شعبية منقوشة بفنون “التبوريدة” التقليدية إحياء لهذه التظاهرة الثقافية الفنية والرياضية الرامية إلى حماية وصيانة الموروث الثقافي المغربي المتمثل في الإهتمام بالتبوريدة وإعادة الإعتبار لتراث الفرس والفروسية، التي تعد إحدى مكونات الهوية والحضارة المغربية الأصيلة، الموسم السنوي مقام الطلبة للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته الثالثة، والذي نظمته فيدرالية حودران للتبوريدة بشراكة مع الجماعة الترابية حودران والمجتمع المدني.
وشهد اليوم الثاني من الموسم السنوي مقام الطلبة للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته الثالثة، حضور وازن للعديد من الضيوف من بينهم البرلماني ورئيس المجلس الجماعي لتيفلت السيد عبد الصمد عرشان ورئيس المجلس الجماعي لحودران السيد مصطفى مكول ونائبه السيد إدريس الغريسي وأعضاء وعضوات المجلس الجماعي لحودران والعديد من المسؤولين المحليين والمنتخبين والاعيان وفعاليات جمعوية وإعلامية، حيث أقيمت على شرفهم مأدبة غذاء في أجواء إحتفالية.
وقد عرفت نسخة هذه السنة من الموسم، مشاركة أزيد من 20 سربة تنتمي إلى جماعة حودران وإلى الجماعات المجاورة المعروفة بتربية الخيول المحلية، يجمعها شغف ركوب الخيل والمحافظة على هذا الموروث الثقافي الفني الأصيل الذي أصبح تقليدا بعدما أوشك فن الفروسية التقليدية على الإنقراض بفعل عوامل ظاهرية كالجفاف وغلاء العلف والعصرنة والتطور التكنولوجي، وعرف موسم هذه السنة حضور جماهير غفيرة وتوافد زوار بشكل مكثف من مختلف الجماعات المجاورة لجماعة حودران وإقليم الخميسات بالخصوص وكذلك من بعض المدن المجاورة مثل الخميسات تيفلت الرباط سلا القنيطرة تمارة مكناس، أما عن الخيول المشاركة فقد وصل عددها حوالي 500 فرس، وتضمن الموسم رواقات موازية لميدان سباق الخيول اشتملت على رواقات خاصة بفن أحيدوس ورواقات أخرى للموروث الثقافي الفني المتمثل في الأهازيج الشعبية والفلكلور الشعبي، كم إستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة، وإستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية من فن أحيدوس.
و تابعت جماهير غفيرة متعطشة لمثل هذه التظاهرات فعاليات الموسم السنوي مقام الطلبة للفروسية التقليدية “التبوريدة”، وهي تجمع بين الفرجة والحماس والتشجيع التلقائي، وهو أمر تؤكده نسبة الحضور المرتفعة وكذا حضور بعض من أفراد الجالية المغربية بالخارج وعدد من الضيوف و الزوار من خارج جماعة حودران.
و سهر مجلس جماعة حودران والذي يرأسه الرئيس مصطفى مكول ونائبه إدريس الغريسي وأعضاء المجلس الجماعي لحودران على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية واللتنظيمية لإنجاح المهرجان وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة حودران سيارتين إسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا الموسم.
و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة “صدى المغرب” فقد شهد الموسم السنوي مقام الطلبة للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته الثالثة، رقما قياسيا من حيث الزوار وهواة الخيل من كل مناطق الإقليم، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضا الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم الموسم بحسن التنظيم، حيث سهرت جماعة حودران على توفير الظروف المناسبة وذلك برش أرضية ملعب التبوريدة بالماء لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة، كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام.
والهدف من تنظيم هذا الموسم السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من التحام ساكنة جماعة حودران بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، ولقد إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات مختلفة وكذلك فن أحيدوس.
وفي حديث خص به رئيس جماعة حودران جريدة “صدى المغرب”، رحب السيد مصطفى مكول، بجميع زوار الموسم الذين جاؤوا لإحياء التراث والمشاركة في هذا الإحتفال، وقال أن المجلس جند كل إمكانياته لإنجاح الوسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح الموسم السنوي مقام الطلبة للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته الثالثة، والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.
وبدوره وفي تصريح خص به جريدة “صدى المغرب” أكد السيد إدريس الغريسي، أهمية هذا الحدث الفني الذي عرف مشاركة فرسان يمثلون مختلف قبائل إقليم الخميسات، وكذا من الجالية المقيمة بالخارج الذين أصروا على المشاركة في المهرجان الذي يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مشيدا بالجهود التي بذلها كافة القائمين على هذا الموسم لإنجاح مختلف فعالياته، مبرزا أهمية هذه التظاهرة التي توفر فرصة لتحقيق التواصل الإجتماعي من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية المحلية وكذا الوطنية.
وأبرز الغريسي أن الموسم السنوي مقام الطلبة للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته الثالثة، بالجماعة الترابية حودران يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى.
وأكد إدريس الغريسي في ذات الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.