آخر الأحداث

زلزال النظام الأساسي الجديد يعصف بقطاع التربية والتعليم.. و يشل المدارس العمومية.

نور الدين البريرشي24 أكتوبر 20236 مشاهدة
زلزال النظام الأساسي الجديد يعصف بقطاع التربية والتعليم.. و يشل المدارس العمومية.

صدىالمغرب-عبد الرفيع هليل

الثلاثاء24اكتوبر2023-22:53

يبدو أن قطاع التربية والتعليم بالمغرب شاءت له الأقدار أن لا يهدأ له بال،و لن يرقد له جفن منذ الارهاصات الأولى للإصلاح كمفهوم جوهري بداية بصدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين سنة 1999،مرورا بعدة إصلاحات متعاقبة و بأسماء جد رنانة:كالمخطط الاستعجالي،و الرؤية الاستراتيجية،و التدابير ذات الأولوية،وصولا إلى النظام الأساسي الجديد الذي يظهر أنه سيدق آخر مسمار في نعش هذا القطاع المهلهل جملة و تفصيلا…إذا لم يتم تدارك الأمر ،وفي أقرب الآجال.

المتتبع و المهتم بالشأن التربوي التعليمي لاحظ قبل حوالي ثلاثة أشهر من الآن، تداول الصفحات المنسوبة لهيئات تعليمية بعض المواد من مضامين مسودة النظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية،واعتبرت الصفحات المذكورة أن المسودة التي طالت الاجتماعات الماراطونية بين الوزارة المعنية والنقابات الأكثر تمثيلية لا ترتقى لحجم و مستوى تطلعات الشغيلة التعليمية،مما دفع الوزارة الوصية إلى تكذيب ما جاء في هذه المسودة،و قالت أن لا شيء رسمي،بل هي فقط لا تعدو إلا اجتهادات لا أساس لها من الصحة.
بعدها جاء الخبر اليقين و صدر النظام الأساسي الجديد رسميا،حيث تمت المصادقة عليه في مجلس للحكومة،ثم خرج بعدها بأيام قليلة في الجريدة الرسمية،الشيء الذي خلف غليانا غير مسبوق داخل القطاع بجميع أطيافه نظرا لضعف التحفيزات،و كثرة العقوبات غير المبررة،بالإضافة لإثقال كاهل رجل التعليم بكثرة المهام و المسؤوليات دون تعويض يذكر.
و بالتالي نلحظ بأن وزارة التربية الوطنية لم تفلح في كبح جناح احتجاجات رجال ونساء التعليم بالرغم من الميزانية الضخمة التي خصصتها للنظام الأساسي الجديد خلال الأربع سنوات المقبلة، و المقدرة تقريبا بمبلغ 20 مليار درهم.
في هذا السياق أعلنت تنسيقيات ونقابات تعليمية عن خطوات احتجاجية غير مسبوقة تنديدا بهذا النظام الأساسي المشؤوم الذي تقول إنه غير منصف،وأن المبالغ المخصصة له لا أثر لها على الشغيلة التعليمية.
وبما أن الضغط دائما ما يخلف الانفجار أعلن التنسيق الوطني لقطاع التعليم، عن خوض إضراب عام وطني بالقطاع أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس 24 و25 و26 أكتوبر الجاري مصحوبا باعتصامات في المؤسسات التعليمية يومي الثلاثاء والأربعاء 24 و25 أكتوبر 2023، و وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية،التنسيق المكون من 17 فئة أكد على الاستمرار في تنظيم الوقفات الاحتجاجية خلال “فترات الاستراحة طيلة أيام الأسبوع المتبقية،والانسحاب من المجالس التعليمية والأندية التربوية و مجموعات “واتساب”الخاصة بالمؤسسات وحمل الشارات السوداء طيلة أيام العمل”..

تأتي هذه  الخطوات التصعيدية التي أعلن عنها التنسيق الوطني لقطاع التعليم بعد اجتماع عقد السبت الماضي بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعاصمة الرباط والذي خصص“لمناقشة مستجدات الساحة التعليمية وما يعتري قطاع التعليم من غليان متصاعد،وكذا مجموعة من القضايا التنظيمية والنضالية”.
لكن في ظل كل هذا البوليميك الخطير و لعبة شد الحبل بين الوزارة و رجال التعليم، يظل التلاميذ و أولياء أمورهم أكبر الضحايا،بهدر زمن مدرسي كبير،قد تكون له تبعات و انعكاسات سلبية في نهاية السنة الدراسية و قد أعذر من أنذر!

فهل تستعيد الوزارة الوصية رشدها و تعدل ما يمكن تعديله في مضامين النظام الأساسي إنصافا للحق،أم أنها ستستمر في تعنتها غير المبرر مما سيزيد الطين بلة،و يصل الاحتقان لأعلى درجاته؟!

الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على عدة أسئلة و أخرى في هذا الصدد.
نختم مقالنا هذا عن النظام الأساسي بالمثل العربي الشهير “تمخض الجبل فولد فأرا” و السلام.