الرباط-عتيقة بنغاء
الاثنين13نونبر2023-13:04
دشنت شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بتنسيق مع ماستر المعالجة الآلية للغة العامة واللغات الخاصة، أولى محاضراتها اللسانية، بعنوان “طروحات حول اللسانيات وقضية أصل اللغة”.
في هذا السياق لاحظ الدكتور محمد بلبول أن استعمال الكلمات في اللغات البشرية يكاد يقتصر في جانب كبير منه على الماضي القريب جدا، أو على المستقبل القريب جدا، وشبه المحاضر ذلك بما يقوم به المذيع أو الواصف الرياضي حين يتحدث عن مقابلة رياضية، فهو يتكلم عما يجري آنيا أمامه.
واستشهد الأستاذ المحاضر بمقولة تشومسكي كون اللغة البشرية متحررة من الانتقائية.
ووسط حضور الأساتذة المؤطرين لماستر المعالجة الآلية للغة العامة واللغات الخاصة، والطلاب والباحثين أمس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، أوضح الدكتور بلبول أن تقدم التكنولوجيا وتطور الحقول المعرفية وراء انبثاق مفاجئ للغة وخاصة الظفرة الاحيائية، في وقت لم يتم الحسم في أصل اللغة أساسا، كما قالت عميدة الكلية الدكتورة ليلى منير إن التفكير في أصل اللغة يبقى عميقا.
حير تأصيل اللغة العلماء المحدثين كما حير أيضا العلماء القدماء، وهو ما تطرق إليه ابن جني، في كتابه الخصائص، أن أصل اللغة لا يخلو من ثنائية التوقيف والاصطلاح، فهو يميل إلى كون اللغة اصطلاحا من صنع البشر، خلاف ابن فارس الذي يقر بأنها إلهام ووحي.
بخصوص ماستر المعالجة الآلية للغة العامة واللغات الخاصة الذي يعتبر في حد ذاته دراسة للقضايا اللسانية الحاسوبية، قالت الدكتورة حكيمة الخمار إن أهداف هذا الماستر تتمثل في معالجة قضايا لغوية على مستويات عدة، ولم تستثن منها معالجة التراث وصفا ودراسة، وبرمجية اللغة العربية.
وتتحقق هذه الغاية العلمية بتنسيق الفريق البيداغوجي للماستر في اسم الدكتور عثمان أحمياني مع مجموعة من الأساتذة داخل الكلية ومن خارجها أيضا من قبيل الاستعانة بخبرات أساتذة من المدرسة المحمدية للمهندسين وزملاء لهم آخرين من معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، وأساتذة من كليات آخرى مثل كلية ابن طفيل بالقنيطرة وغيرها، وهذا ما يبين القيمة العلمية، اللسانية والبيداغوجية لهذا الماستر، سيما وأنه برمج مواد لغوية محضة وحاسوبية من قبيل المعالجة الآلية للغة العربية والبرمجيات وعلم المصطلح المحوسب والترجمة الآلية …
وحسب ما وعد به الأستاذ عثمان أحمياني سيكون لطلاب الماستر موعد مع محاضرة أخرى ومع محاضرين جدد كل شهر.