خالد المسعودي
الاربعاء 22 نونبر 2023 – 13:53
أضحت الطريق الرابطة بين مكناس وبوفكران مرورا بمنطقة البريدية التابعة لجماعة مجاط، حوالي 10 كلم، عبارة عن شريط ضيق من الإسفلت، متآكل الجنبات، مثقب القارعة، لا يتسع لسيارة واحدة، فكيف له أن يسمح بمرور اثنتين، التجاوزات و التلاقي بين سيارتين يستحيل ما يدفع إحدى السيارتين للخروج إلى القارعة أو التوقف لتمر الأخرى لتفادي الاحتكاك.
يرجع تاريخ تعبيد هذه الطريق إلى مايزيد عن عقدين من الزمن، لكن حالتها المهترئة تعود بعابرها إلى ثلاثينيات أو أربعينيات القرن الماضي، وكأن لعنة تازمامارت ما زالت تخيم على محيط المنطقة، وتحول عيش الساكنة إلى معاناة يومية مع أساسيات العيش و ضروريات الاستقرار.
عابر هذا المسلك/ المأساة الذي، بالكاد يفك العزلة عن منطقة البريدية التي تضم عدد مهم من العربات والمركبات، لا تدع لهم الحفر أكثر من خيارين: أن يختاروا الأخف ضررا والأقل فتكا بسيارته، بين حفر الجوانب والوسط، و إما أن يتجنب الوقوع فيها، من خلال لعبة مراوغة الحفر، فهي المغامرة المستحيلة غير مأمونة العواقب، لأن مساحة الحفر فيه تكاد تتفوق على مساحة ما تبقى فيه من إسفلت.
الطريق أو المسلك/ المأساة تربط مكناس وبوفكران مرورا بالبريدية، و لا يسلكها إلا مضطر، أو واصل رحم، أو طالب مصلحة لا طريق إليها غيرها، لأنه وعلى حد تعبير موظف عين حديثا بالبريدية: “مررت وتجولت بأعتى طرق المغرب، و لم أر مثل هذه الطريق، إن في هذه المناطق يعيش سكان آدميون و مواطنون يؤدون ضرائب ،فعار أن ينتقص من إنسانيتهم و الاستخفاف بمواطنتهم ليظلوا يتنقلون بين مسالك بدائية لا تحمل من الطريق إلا الاسم”.