صدى المغرب – الامارات العربية
الثلاثاء 05 دجنبر 2023 – 14:28
نجح مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ بدورته الثامنة والعشرين “كوب28” منذ بدايته من تحقيق إنجازات مذهلة ستكون آثارها الإيجابية طويلة الأمد على صعيد الاستدامة وإدارة أزمة المناخ، هذا ما أدلى به مجيد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، في كلمته أمام جمهور واسع من قادة القطاع ومنظمات غير حكومية، وذلك في “جناح تحول الطاقة” لمؤتمر كوب28.
وفي خطاب رئيسي ألقاه السيد جعفر في “المسرع العالمي للتخلص من الكربون”، سلّط الضوء على الإنجازات العظيمة التي أحرزها المؤتمر منذ بدايته يوم الجمعة إلى الآن، وعلى الطموحات الهائلة التي تَعِد بتغييرات مستدامة. وفي حديثه عن هذه الإنجازات المفصلية التي حققها المؤتمر في أيامه الأولى، أشار إلى أمثلة رئيسية منها تأسيس دولة الإمارات لصندوق آلتيرا الذي حصد إلى الآن 30 مليار دولار، والتزامات بتكثيف موارد الطاقة المتجددة والنووية بمقدار ثلاثة أضعاف، إضافة إلى مجموعة أخرى من التزامات حكومية بزيادة كفاءة الطاقة بمقدار الضعفين بحلول 2050.
وقال جعفر: “نشهد حالياً الدورة الأضخم والأشمل لمؤتمر كوب والأعلى طموحاً على الإطلاق، وقد رأينا منذ بدايته بعض المنجزات المذهلة والتصريحات اللافتة.”
وتابع: “كوب28 هو الأكثر شمولاً بين جميع مؤتمرات الأطراف السابقة بفضل مستوى المشاركة العالية من مؤسسات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، والأهم من ذلك حرصه على تمثيل الدول النامية تمثيلاً صحيحاً وشاملاً وإشراك وفودها في عملية تشكيل أجندته. وبهذا الزخم الاستثنائي، ما من مكان في العالم أمثل لانعقاد مؤتمر كوب28 من دولة الإمارات العربية المتحدة.”
وأكد مجيد حميد جعفر في حديثه على أهمية النفط والغاز، موضحاً أنهما سيبقيان موردين ضروريين طوال عملية تحول الطاقة إلى اقتصاد خالٍ من الكربون، ومُشغّلَيْن مهميْن لعمليات تصنيع المنتجات الأساسية التي تعتمد عليها الحضارات وتكنولوجيا الطاقة المتجددة، فضلاً عن أنهما سيدعمان تبني مصادر الطاقة المتقطعة مثل طاقة الرياح والشمس. وشدد جعفر أنه بالرغم من ذلك، يجب أن يكون إنتاج الطاقة بصورة أنظف مع ترشيد استخدامها في هذا التحول.
وأوضح جعفر أهمية “ميثاق إزالة الكربون من صناعة النفط والغاز” الصادر بتاريخ 2 ديسمبر والذي صادقت عليه نفط الهلال مع 50 مؤسسة رائدة أخرى في مجال النفط والغاز. يدعو هذا الميثاق إلى تحقيق صافي الصفر من الانبعاثات بحلول 2050 أو قبل ذلك، والتخلص بصورة كلية تقريباً من انبعاثات الميثان في عمليات الإنتاج، والقضاء كلياً على الإحراق بحلول 2030. وبذلك، يجسد هذا الميثاق إجماعاً من منتجي النفط والغاز والتزاماً مشتركاً منهم بإنتاج الطاقة بطريقة أكثر نظافة ومسؤولية.
قال مجيد حميد جعفر: “مثل العديد من الشركات النظيرة في المجال، التزمنا بميثاق إزالة الكربون من صناعة النفط والغاز، وبمبادرة المناخ لشركات النفط والغاز للتخلص تماماً من انبعاثات الميثان. ونجحنا في السنوات الماضية من خفض انبعاثاتنا الميثانية وإيصالها إلى 0.12% فقط من الإنتاج مع التعويض عن النسبة المتبقية برصيد كربوني مرخص من الأمم المتحدة يدعم مشاريع طاقة الرياح في الصين ومنغوليا، فكانت النتيجة تحقيقنا للحيادية الكربونية عبر عملياتنا منذ سنتين.”
وأضاف: “يستبدل الغاز الذي ننتجه الديزل في عمليات توليد الطاقة في الشرق الأوسط، ويُمكّن من تلافي أكثر من 5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، لذا لا شك بأن الغاز الطبيعي سيكون دوره أساسياً في تحول الطاقة.”
وجدير بالذكر أن نفط الهلال انضمت إلى مشروع “هدف صفر انبعاثات الميثان” التابع لمبادرة المناخ لشركات النفط والغاز، متعهدة بالتخلص من انبعاثات الميثان عبر عملياتها بحلول 2030. ويرسخ هذا التعهد جهود نفط الهلال المستمرة للحد من انبعاثات الميثان في عملياتها وتقليل الكثافة الكربونية الكلية، لتغدو إحدى أوائل شركات النفط والغاز التي تحقق الحيادية الكربونية.
وقد قللت الشركة كثافتها الكربونية إلى 6.0 كغ من ثاني أكسيد الكربون المكافئ لكل برميل نفط مكافئ، وهو أقل معدل محقق على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وثلث متوسط القطاع، مع الحفاظ على حياديتها الكربونية عبر عملياتها كافة. وخفضت نفط الهلال أيضاً مستوى الإحراق الكلي وتسريبات الميثان بنسبة 31% مقارنة بعام 2021، فأصبحت تشكل 0.12% فقط من إجمالي الإنتاج، وقللت النفايات الخطرة بنسبة 90% وتخلصت كلياً من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في عملياتها.
وأبرز مجيد حميد جعفر في كلمته عن الدور المهم الذي تؤديه منطقة الشرق الأوسط في توفير ابتكارات تكنولوجية منخفضة الكربون مثل الهيدروجين الأخضر والتكنولوجيا الحرارية والألواح الضوئية. وباجتماع الاستثمارات والابتكارات والطلب المتنامي، ستكون هذه المنطقة محوراً حيوياً لولادة الابتكارات التكنولوجية الجديدة وتوظيفها وإثبات جداراتها.
واستطرد جعفر قائلاً: “في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد، سنلمس أثر العديد من الابتكارات التكنولوجية منخفضة الكربون ونرى جدواها ونحصد ثمارها. وسواء كان بالاستثمارات الضخمة بالهيدروجين الأخضر أو تطوير الطاقة الشمسية الأقل تكلفة على وجه الكرة الأرضية، سيكون الشرق الأوسط المرجع الأهم للإجابة عن العديد من التساؤلات. أنا سعيد جداً بوجودي هنا معكم في هذا المكان المميز وفي هذه الفترة المفصلية.”