صدى المغرب – محسن الأكرمين.
الجمعة 19 يناير 2024 – 11:17
من القطوف الناضجة بالجودة والجمالية والإتقان، تحفة قيصارية الحريرة بقلب المدينة العتيقة بمكناس. هي نموذج من نماذج قطوف عمليات التثمين والتأهيل ذي الجودة والجاذبية.
فمن بين (54) مشروعا لرد الاعتبار والمحافظة على تراث المدينة العتيقة لمكناس، وكذا تحسين الجاذبية السياحية والاقتصادية للمورد التراثي المادي العمراني، بدأت ملامح البرنامج الملكي بامتياز الإستراتيجية والرؤية المولوية السامية، تتضح بنهايات الأشغال (ساحة الهديم/ السقايات/ الفنادق/ قيصارية الحرير…).
قد نكون من عديمي الحس والتمييز، إن نحن لم نواكب عمليات التثمين والحفاظ على الموروث العمراني والثقافي لمدينة مكناس. قد نكون من خارج سرب الوفاء لتاريخ المدينة، إن نحن لم نحتف بترصيد كل المجهودات السائرة نحو تأهيل وإحياء تاريخ وتراث مكناس بفخر الشواهد العمرانية والثقافية والإنسانية (أنسنة تراث المدينة).
اليوم نحتفي بنوارة جديدة من عمليات التثمين والإحياء والتأهيل. نحتفي بمنتوج إعادة التصويب بالجودة والجاذبية. نحتفي بقيصارية الحرير والتي باتت تُحفة معمارية فريدة، وبمعالم آتية من التاريخ السلطاني، باتت قيصارية الحرير مثل جوهرة العِقد الأوسط لعمليات التثمين والبعث الجديد لتراث المدينة بالنشأة الثانية. قيصارية الحرير العتيقة باتت في حلة جديدة، والتي تزينت بتأهيل متميز، وبارز ومرموق بالتفرد والتمظهر والإتقان.
القيصارية التي تقع في قلب المدينة العتيقة لمكناس، في درب القرسطون، والذي يرجع اشتقاق اسمه من كلمة (تركية وتعني آلة قياس الذهب والفضة). وتحكي الألسن عبر التواتر أن قيصارية الحرير (عرفت بتربيعة الذهب لكونها كانت تضم محلات بيع المجوهرات والذهب، التي تصنع في فندق الصاغة الذي كان موقعه برحبة الزرع القديمة، وبعد إنشاء سوق السكاكين تحولت إلى سوق يختص في بيع الحرير ومن هذا تمت تسميتها…).
اليوم قيصارية الحرير في حلتها الجميلة الجديدة تضم (79) دكانا، منها (20) بمحيط القيصارية، وعدد المستفيدين (63) مستفيد (ة)، والباقي من الدكاكين مغلقة إلى غاية ترتيب رؤية إعادة التوظيف والتوزيع… ولها بابان على درب القرسطون، والباب الثالث على شارع القيسارية، ويعتبر هذا الباب هو المدخل الرئيسي للقيصارية.
من تم أولا نوجه تحية الجودة الوصفية إلى المقاولة (المواطنة) التي أشرفت على عمليات ترميم وتأهيل القيصارية ( مقاولة أندلس ديزاين)، وكذا لكل المشرفين والمتتبعين والفرقاء لهذا المنتوج المتميز بالتحفة الفنية في برنامج تثمين المدينة العتيقة لمكناس. كما نوجه شكرنا الموصول للسيد عامل عمالة مكناس على تتبعه اليومي والواقف بعين المواقع التي تهمها عمليات التثمين وإعادة رد الاعتبار للمدينة العتيقة لمكناس. كما نلتمس من السيد العامل السيد عبد الغني الصبار قيام سيادته بزيارة ميدانية وتفقدية لهذه المعلمة التاريخية والتحفة الفنية التاريخية والثقافية، ذات القيمة الجمالية والحضارية، والتي طبعا سيحسن إعادة توظيفها، وتكون منارة لاستقطاب السياحي.
ملاحظة: اعتمدت كتابة كلمة القيصارية بالصاد (وليس بالسين) تثمينا لما يوجد بعلامة التشوير والتسمية التاريخية بمدخلها.