محسن الاكرمين
الاثنين 29 يناير 2024 -16:31
تاريخ مقبرة سيدي عياد السوسي يحمل عدة حكايات منها الصادقة والأخرى العرفية بالتواتر. تاريخ إلى حدود ما بعد الاستقلال كان هنالك موسم يقام سنويا برمزية دفين المقبرة الولي الصالح سيدي عياد السوسي. وهذا التاريخ قد يتغير بالتحولات الاجتماعية، والبنية العمرانية الناشئة لحي الزيتون، لكن يبقى الشاهد الوفي لهذا التاريخ بالاستشهاد والترشيد، يوجد بين أياد أمينة من أطر جمعيات المجتمع المدني الفاعلة بالتطوع والاندماج مع الشأن المحلي لمدينة مكناس.
كان بالضرورة هذه المقدمة المصغرة واجبة الحضور بالبداية. نعم، وهي الحقيقة التي لا تنازع عليها، فلم تكن مقبرة سيدي العياد السوسي لتحفل بذلك الاهتمام في التنقية والتنظيف، وترصيف الممرات بالإسمنت، لولا العناية الفضلى التي حظيت بها من قبل ثلة من جمعيات من المجتمع المدني، تؤمن بأن كرامة الموتى هي من كرامة الأحياء. جمعيات تطوعية غير ربحية ولا مقاولاتية، حملت على عاتقها الاهتمام بمرقد موتى المسلمين، وجعل زيارتهم في مأمن وأمان.
نعم، من قبل التدخل الجمعوي الرزين بمقبرة سيدي عياد السوسي، فقد كانت المقبرة مرتعا للتسكع والفوضى العارمة، وبلا مداخل (تغلق وتفتح). كانت في مواسم عدة عبارة عن غابة من الحشائش، وبقايا المتلاشيات المرمية والملقاة هنا وهنالك. كانت بحق لا تمت لأخلاق المسلمين الأحياء بصلة الفضلاء !!
اليوم بفضل التدخلات العملية والموازية لعمليات برنامج (أوراش)، باتت مقبرة سيدي عياد السوسي تشكل رونقا بالنظافة، وهيكلة الممرات بالترصيف الإسمنتي. بات احترام الفضاء لازما بالضرورة، وأنت وغيرك من يلج لمقبرة سيدي عياد السوسي وغيرها من المقابر المستهدفة بالمدينة من قبل الجمعايات النشيطة في هذا المجال، ومن العزم الأكيد توطين حارس قار بكل المقابر المستهدفة، وتخليق عمليات المعاملات داخلها.
هذا المشروع بات ممكنا بفضل التضحيات التي حملته كل من (جمعية 2005 لأطفال التوحد)، وبتعاون نشيط من (الجمعية الإسماعيلية لحفظ التراث والذاكرة ودعم إصلاح المساجد وصيانة المقابر بمكناس). ومن خلال الحديث مع بعض المسؤولين من الجمعيتين، فالحصيلة تتمثل في صيانة أربعة (4) مقابر وهي: مقبرة سيدي عياد السوسي بحي الزيتون، ومقبرة الشهداء بالمدينة العتيقة، ومقبرة سيد الفضيل، ومقبرة سيدي بوزكري . وتتم هذه صيانة وفق برنامج النظافة، والتأطير التوعوي القيمي. وهذا المشروع في مجمله يتم وفق شراكة مع المجلس الإقليمي بعمالة مكناس .
المشروع الثاني: يتم باسم (الجمعية الإسماعيلية لحفظ التراث والذاكرة ودعم إصلاح المساجد وصيانة المقابر بمكناس)، ويلخص هذا المشروع في الاهتمام بمقابر مكناس من خلال: الرفع من علو مستوى الأسوار، والاهتمام بالأبواب وصيانته وترميمها، وتوسيعها، وكذا ربط ربطها بشبكة الماء، مع العمل على رؤية الاستدامة الرقباتية من خلال بناء حجرة ومخزن لحارس المقبرة، فضلا على ترصيف ممرات للراجلين بمقبرة سيدي عياد السوسي حي الزيتون والتي هي في مراحلها النهائية (كما توضح الصور)، على أساس انطلاق مشروع الاهتمام بمقبرة الشهداء و بشراكة مع مجلس جماعة مكناس.