صدى المغرب – نورالدين غنبوري
الثلاثاء 05 مارس 2024 – 20:24
سعيا منها إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، وتأكيدا على إنشغالاتها الإجتماعية بساكنة الجماعات الحضرية والقروية بإقليم أزيلال، نظمت المندوبية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بأزيلال بشراكة مع جمعية أطباء العيون المغاربة بلا حدود تحت إشراف البروفيسور عبد الله أمازوزي، حملة طبية مجانية خاصة بإزالة المياه البيضاء (الجلالة)، مكنت أزيد من 110 مستفيدا ومستفيدة جاؤوا من جميع الجماعات الترابية بإقليم أزيلال من إجراء عمليات طبية جراحية في إزالة المياه البيضاء المعروفة بـ”لجلالة”، وذلك يومي الجمعة والسبت 1 – 2 مارس الجاري، بالمركب الجراحي بالمستشفى الإقليمي بأزيلال.
وقد أشرف على هذه الحملة أطباء إختصاصيين وأطر تمريضية بالمستشفى الإقليمي لأزيلال، بالإضافة إلى الأطر الإدارية التي سهرت على حسن تنظيم الحملة والعاملين بمكتب الإستقبال والتوجيه وأعوان الحراسة والتنظيف.
وتهدف الحملة بداية إلى تحيين لوائح الإنتظار في إطار خطة وزارة الصحة والحماية الإجتماعية “صفر حالة إنتظار”، كما تهدف كذلك إلى إرجاع الأمل للمرضى الذين يعانون من مرض الجلالة وقد سبق ذلك عمليات جرد المستفيدين وإجراء التحاليل والفحوصات الضرورية، لتفادي أي مضاعفات أثناء أو بعد العملية، هذا بالإضافة إلى خدمات المراقبة والتتبع بعد العملية.
من جهتهم، أكد المنظمون على أهمية هذه المبادرة التي تسعى إلى تقليص لائحة الإنتظار بالمستشفى وتخفيف أعباء ومعاناة المرضى المعوزين المنحدرين من مختلف تراب الجماعات الترابية بالإقليم، مشيرين إلى أنه بفضل تظافر جهود كافة المتدخلين تم توفير كل المستلزمات الطبية والأدوية والوسائل اللوجستيكية لإنجاح مثل هذه المبادرات الإنسانية.
من جانبهم، عبر مستفيدون من هذه الحملة عن إرتياحهم وسعادتهم بهذه المبادرة التضامنية التي تمكنهم من إستعادة بصرهم والحفاظ على صحة العيون دون الإنتظار في لائحة إنتظار طويلة، منوهين بالمجهودات الجبارة التي قامت بها الأطر الطبية وشبه طبية والإدارية بالمستشفى الإقليمي بأزيلال وأطر جمعية أطباء العيون المغاربة بلا حدود، وكذا الحرص الدائم الذي توليه المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بأزيلال وعلى رأسها المندوب الاقليمي الدكتور عادل آيت حدو، الذي يواكب عن كتب مختلف الحملات الطبية على صعيد الإقليم، و تواصله الدائم مع مختلف الفعاليات في سبيل تقريب الخدمات الصحية من المواطن.
كما لقيت هذه الحملة الطبية نجاحاً كبيراً بفضل تظافر جهود كل الشركاء والمتدخلين من خلال توفيرهم اللوجستيك والمستلزمات الطبية اللازمة للتكفل بالأطباء العاملين في الحملة، بالإضافة إلى أطر جمعية أطباء العيون المغاربة بلا حدود، الذين لم تمنعهم المسافة وعناء السفر من هذا العمل الإنساني النبيل.
وفي حديث خص به جريدة صدى المغرب، أكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بأزيلال، الدكتور عادل آيت حدو، أن هذه العملية مرت في أحسن الظروف وكللت كلها بالنجاح بعدما خضع المرضى في إطار هذه الحملة لفحوصات وكشوفات أولية مجانية، وأشاد بالدور الهام للمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بأزيلال والأطر الطبية وشبه طبية والإدارية بالمستشفى الإقليمي بأزيلال وأعضاء جمعية أطباء العيون المغاربة بلا حدود، في عملية إزالة الجلالة لمجموعة من أسر معوزة بالإقليم، وأن هذه الحملة الطبية تندرج في إطار المجهودات الرامية إلى تقريب الخدمة العمومية للساكنة وتجويد الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والتخفيف من حدة الإكتظاظ وإنتظار المواعيد التي تطول في بعض الأحيان، وأكد أن هذه المبادرة تندرج فى العمل الإجتماعي من أجل تكريس قيم التضامن وإحياء مظاهر التكافل ومحاربة الفقر والإقصاء وأن هذه العمليات ستغير حياتهم لكونها فرصة لتصحيح البصر لديهم.
وفي حديث مماثل، قال الدكتور نورالدين حتيتي، طبيب إختصاصي في أمراض وجراحة العيون بالمستشفى الإقليمي بأزيلال، أن تنظيم هذه الحملة جاءت من أجل تقليص مواعيد الإنتظار، وأن العمليات الجراحية مرت في ظروف جيدة ولقد تم توفير الظروف اللازمة لها من أدوات وآلات طبية، مضيفا أن عمليات إزالة الجلالة أجريت بتقنيات حديثة “فاكو” ، كما تم تزويد المرضى بالأدوية مجاناً منوها بهذه الشراكات والتي أعطت أكلها وساهمت بشكل كبير في الحد من معاناة العديد من المرضى خصوصا المعوزين منهم.
وأضاف الدكتور نورالدين حتيتي، أن المستهدفين بهذه الحملة خضعوا لفحوصات طبية ضرورية قبل إجراء عملية إزالة الجلالة لتفادي أي مضاعفات أثناء أو بعد العملية، وأنه بعد العملية الجراحية سيستفيدون أيضا من خدمات المراقبة والتتبع، وأشار إلى أن هذه العملية التي خصصت لها أجهزة طبية جد متطورة، أشرف عليها طاقم طبي إختصاصي في أمراض وجراحة العيون، وآخر تمريضي وتقني متخصص، معربا عن أمله في أن تعيد هذه المبادرة التضامنية الأمل في إستعادة هؤلاء المرضى لحاسة البصر.
وفي ختام حديثه، تقدم الدكتور نورالدين حتيتي بالشكر الجزيل لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية والمندوبية الإقليمية بأزيلال وإدراة المستشفى الإقليمي وجمعية أطباء العيون المغاربة بلا حدود، والطاقم الطبي والتمريضي والإداري بالمستشفى الإقليمي بأزيلال الذي سهر على هذه الحملة وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاحها.
يذكر أن عدة مستشفيات عمومية تعيش على إيقاع الخصاص في عدد الأطباء، خاصة الإختصاصيين منهم، مما يثقل كاهلهم من أجل محاولة الإستجابة للحاجيات الطبية المرتفعة للمرضى، الذين بدورهم يعانون الأمرّين حين توضع أسماؤهم في لوائح الإنتظار، ويتسلحون بالصبر في إنتظار موعد قد يأتي أو لا يأتي، خاصة إذا ما كانت وضعيتهم الصحية متدهورة، ويعيشون الهشاشة والفقر، مما يحول دون طرقهم لأبواب المؤسسات الصحية الخصوصية.