صدى المغرب – نورالدين غنبوري
الاثنين 26 غشت 2024 – 23:13
في إطار الإحتفالات السنوية التي يخلدها الشعب المغربي قاطبة بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد وتحث شعار: “التبوريدة تقافة وإرث أجيال”، تستعد الجماعة الترابية سيدي علال المصدر إقليم الخميسات لتنظيم فعاليات موسمها السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة أيام 29 – 30 – 31 غشت 2024، وذلك في إطار الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تعمل الجماعة ورئيسها من أجل تحقيقها في أفق خلق متنفس يتمشى وطموحات سكانها.
وفي هذا السياق فقد تم عقد إجتماعات أولية بحضور قائد قيادة الغندور – المصدر ورئيس المجلس الجماعي لسيدي علال المصدر السيد حموت محمد أمين وأعضاء المجلس وأعضاء اللجنة المنظمة، حيث تم الإتفاق على ضرورة تعبئة الموارد البشرية واللوجستكية والمادية الكفيلة بإنجاح هذا الموسم، في إطار إستراتيجية محكمة وواقعية.
وحسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة “صدى المغرب”، فقد جندت الجماعة الترابية سبدي علال المصدر كل وسائلها التنظيمية واللوجستيكية ومواردها البشرية وذلك تحت الإشراف المباشر لرئيس المجلس الجماعي السيد حموت محمد أمين، من أجل إنجاح الأنشطة المتنوعة التي ستحتضنها الجماعة طيلة ثلاثة أيام والتي ستستقطب لا محالة جمهورا غفيرا من مختلف مناطق الإقليم والمدن المجاورة، حيث الإستعدادات تسير على قدم وساق في وضع الترتيبات اللازمة لهذين الذكرتين العزيزتين على قلوب المغاربة، من إعلاء الأعلام والرايات الوطنية في واجهة الطريق وبمقر الجماعة الترابية وحولها وبالأماكن المخصصة للإحتفالات وتهييئ الملعب الخاص بعروض الفروسية والتبوريدة التقليدية، حفاظا على الموروث الثقافي الأصيل الذي تعتز به المنطقة وكذا حملة من النظافة وجمع الأزبال وتهيئة الممرات وجنبات الطريق بالآليات المخصصة لهذا الغرض للإحتفال بهذين الذكرتين العزيزتين على أحسن وجه.
برنامج الإحتفال غني ومتنوع، حيث ستكون ساكنة جماعة سيدي علال المصدر والمناطق المجاورة خلال ثلاثة أيام مع تظاهرات في فن الفروسية التقليدية التبوريدة وفقرات فنية وثقافية متنوعة، كما سيعرف هذا الإحتفال، حضور فعاليات سياسية مدنية وثقافية وازنة إلى جانب حضور ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والمحلية.
ويروم هذا الموسم السنوي، خلق فضاءات توفر فرصا مثلى لتحقيق التواصل والإندماج الإجتماعيين من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية الوطنية وتثمين تربية الخيول كجزء من التاريخ والهوية الثقافية المحلية، وكذا الحفاظ على هذا التراث الأصيل الذي صنعه الأجداد وضمان نقله عبر الأجيال، إلى جانب المساهمة في التعريف بالمؤهلات الفنية والفلاحية والسياحية للمنطقة.
وهكذا، ستتناوب أزيد من 25 سربة تمثل مختلف مناطق إقليم الخميسات وخارجه، خاصة منها المعروفة بإهتمامها بتربية الخيول وفن التبوريدة وبتقاليدها العريقة، على فضاء “المحرك” لتقدم إستعراضات متميزة في فن التبوريدة الأصيل.
وفي حديث خص به جريدة “صدى المغرب”، أبرز السيد حموت محمد أمين رئيس المجلس الجماعي لسيدي علال المصدر، أهمية هذا الحدث الفني الذي يعرف مشاركة فرسان يمثلون مختلف قبائل إقليم الخميسات، وكذا من الجالية المقيمة بالخارج الذين أصروا على المشاركة في المهرجان الذي يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مشيدا بالجهود التي يبذلها كافة القائمين على هذا الموسم لإنجاح مختلف فعالياته، مبرزا أهمية هذه التظاهرة التي توفر فرصة لتحقيق التواصل الإجتماعي من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية المحلية وكذا الوطنية.
وأكد محمد أمين في ذات الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.
بدوره أبرز الدكتور نورالدين حتيتي، النائب الأول لرئيس جماعة سيدي علال المصدر، أن الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة، بجماعة سيدي علال المصدر، يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى، كم يعد مناسبة لخلق فضاءات للترفيه وأخرى للرواج التجاري، حيث تتكون حركة تجارية مهمة طيلة أيام المهرجان تساهم في تحفيز التنمية الإجتماعية والإقتصادية بالمنطقة، وبهذه المناسبة فإن المجلس الجماعي لسيدي علال المصدر يرحب بجميع الزوار والمشاركين في هذه التظاهرة.
ومن المنتظر هذه السنة وعلى غرار المواسم السابقة أن يجلب الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة بجماعة سيدي علال المصدر محبي فن التبوريدة بإقليم الخميسات وتوافد الزوار من خارج أرض الوطن نظراً لشعبيته وعراقته، بالإضافة لإستقطاب عدد كبير من السرب الممثلة لعدة مناطق المجاورة لجماعة سيدي علال المصدر، كما يراهن منظمو هذا المحفل السنوي على الرفع من تحضيراتهم وإستعدادتهم لإنجاح نسخة هذه السنة.
يذكر بأن الموسم السنوي للتقافة والثرات والتبوريدة بجماعة سيدي علال المصدر، مناسبة سنوية تشارك فيه معظم القبائل المجاورة من أجل إحياء التراث المغربي وتشجيع التنمية والإقتصاد المحلي، بالإضافة الى ساحة التباري الخاصة بالفروسية التي تشهد تنافسية بكل حماس وجدية بين القبائل المنضوية تحت الإقليم، كما نه يساهم في تنشيط الحركة الإقتصادية للجماعة، بالإضافة إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والتراث التي تمتاز به المنطقة وتسويقه على المستوى الوطني والدولي.
وتشكل هذين الذكرتين العزيزتين على قلوب المغاربة، مناسبة متجددة تجسد عمق ما يربط العرش بالشعب من أواصر الولاء الدائم، والبيعة الوثقى والتلاحم العميق، وإحتفال بالمفاخر والأمجاد، وتطلع نحو تحقيق المزيد من الإنتصارات لهذا الوطن، وفرصة لشحذ الهمم ولتجديد العزائم وتوطيدها والإندفاع إلى الأمام في تشييد صرح المغرب الحديث، وتتيح هذين الذكرتين كذلك المناسبة لتأكيد الوفاء الصادق الذي يتبادله العرش والشعب، وتجديد العهد المقدس الذي يلحم بينهما بأواصر البيعة الشرعية المتجذرة عبر أربعة عشر قرنا من تاريخ المغرب الحافل المجيد، والتعبير عن الإلتزام المتبادل بين الملك والشعب لرفع التحديات وتخطي المعيقات كيفما كانت طبيعتها، كما يشكل الإحتفال بهذين الذكرتين مناسبة سنوية متجددة للوقوف على الإنجازات التي تم تحقيقها في مختلف المجالات، والتي تترجم الرؤية الحكيمة والمتنورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي لا يألو جهدا في سبيل تعزيز المكتسبات المحققة بالمزيد من الإصلاحات والأوراش التنموية الكبرى في الميدانين الإقتصادي والإجتماعي، تستجيب لتطلعاته السامية ولإنتظارات الشعب المغربي بإرساء ركائز قوية لتنمية شاملة تعود بالخير والنفع العميم على كافة أبناء الوطن.