آخر الأحداث

جماعة سيدي علال المصدر… إسدال الستار على الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة.

نور الدين البريرشي4 سبتمبر 202476 مشاهدة
جماعة سيدي علال المصدر… إسدال الستار على الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة.

صدى المغرب-نورالدين غنبوري 

الاربعاء4شتنبر2024_09:13

إحتفاء بالذكرى الـ 71 لثورة الملك والشعب وبالذكرى الـ 25 لعيد العرش المجيد وتحث شعار: “التبوريدة تقافة وإرث أجيال”، أسدل الستار يوم الأحد فاتح شتنبر الجاري، بجماعة سيدي علال المصدر بإقليم الخميسات على فعاليات الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة، الذي نظمته الجماعة الترابية سيدي علال المصدر على مدى ثلاثة أيام.

وعرفت نسخة هذه السنة من الإحتفال حضور مكثف لساكنة قبائل جماعة سيدي علال المصدر، وحضور أيضا زوار عديدين من الخميسات ومناطق أخرى كتيفلت وسلا والرباط، ومن الجماعات المجاورة.

وتضمن برنامج الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة تنظيم عروض في فن الفروسية التقليدية (التبوريدة) والتي عرفت هذه السنة مشاركة أكثر من 600 فارس موزعين على 40 سربة قدمت من مختلف الجماعات والمناطق المجاورة لجماعة سيدي علال المصدر وخارجها وإستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة، واستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية من فن أحيدوس وإينشاذن، وتابعت جماهير غفيرة متعطشة لمثل هذه التظاهرات فعاليات الموسم وهي تجمع بين الفرجة والحماس والتشجيع التلقائي، وهو أمر تؤكده نسبة الحضور المرتفعة وكذا حضور بعض من أفراد الجالية المغربية بالخارج وعدد من الضيوف والزوار من خارج جماعة سيدي علال المصدر.

والهدف من تنظيم هذا الموسم السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من التحام ساكنة جماعة سيدي علال المصدر بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، ولقد إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات خطفت الأضواء مؤخراً على الصعيد الإقليمي وكذلك فن أحيدوس، كما عرف الموسم لهذه السنة حضور جماهيري غفير فاق كل التوقعات ووفود من مختلف جماعات المنطقة وخارجها، بالاضافة إلى حضور ضيوف شرف من بينهم العديد من رؤساء الجماعات والمنتخبين والمسؤولين المحليين وفعاليات جمعوية وأعيان المنطقة، كما شهد هذا الموسم تغطية إعلامية كبيرة.

و سهر المجلس الجماعي والذي يرأسه الرئيس الشاب حموت محمد أمين على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية واللتنظيمية لإنجاح الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية تحت إشراف قائد قيادة سيدي الغندور – المصدر السيد ياسين العسري، وخليفته  السيد الحسين اقجعون، والسلطات الأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة سيدي علال المصدر سياراتين للإسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا الموسم.

و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة صدى المغرب فقد شهد الموسم رقما قياسيا من حيث الزوار و هواة الخيل من كل مناطق الإقليم والمدن والجماعات المجاورة، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضا الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم الموسم بحسن التنظيم، حيث سهرت جماعة سيدي علال المصدر على توفير الظروف المناسبة وذلك برش أرضية ملعب التبوريدة بالماء بإستعمال شاحنتين صهريجيتن لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة، كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام، كما أقام المجلس الجماعي لسيدي علال المصدر برئاسة السيد حموت محمد أمين مأدبة غداء على شرف ضيوفه الكرام.

وفي حديث خص به رئيس جماعة سيدي علال المصدر جريدة صدى المغرب، قال السيد حموت محمد أمين، إن الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة يعد موعدا سنويا هاما في الأجندة الثقافية للمنطقة، وأبرز حموت محمد أمين أن دورة هاته الستة تأتي في ظروف خاصة ومميزة ضمن الإحتفال بالذكرى الـ 71 لثورة الملك والشعب وبالذكرى الـ 25 لعيد العرش المجيد، مشيدا بالمناسبة بالعمل الجبار للجنة المنظمة والجهود التي تبذلها لإنجاح هذه الدورة بمساعدة الخلية التي تمثل المجلس الجماعي، متقدما بالشكر الجزيل للسلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة وساكنة جماعة سيدي علال المصدر وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة.

بدوره رحب الدكتور نورالدين حتيتي، النائب الأول لرئيس جماعة سيدي علال المصدر، بجميع زوار الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة الذين جاؤوا لإحياء التراث والمشاركة في هذا الإحتفال، وقال أن المجلس جند كل إمكانياته لإنجاح الموسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة لقبائل جماعة سيدي علال المصدر والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.

وأكد الدكتور نورالدين حتيتي، أن الحضور الجماهيري الغفير خلال أيام الموسم يعكس النجاح الباهر، مشيرا إلى أن الموسم يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والسياحية والفلاحية، وفي ذات الصدد، أكد الدكتور نورالدين حتيتي “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.

يذكر بأن الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة لجماعة سيدي علال المصدر، مناسبة سنوية تشارك فيه معظم القبائل المجاورة من أجل إحياء التراث المغربي وتشجيع التنمية والإقتصاد المحلي، بالاضافة الى ساحة التباري الخاصة بالفروسية التي تشهد تنافسية بكل حماس وجدية بين القبائل المنضوية تحت الإقليم.

وتشكل هذين الذكرتين العزيزتين على قلوب المغاربة، مناسبة متجددة تجسد عمق ما يربط العرش بالشعب من أواصر الولاء الدائم، والبيعة الوثقى والتلاحم العميق، وإحتفال بالمفاخر والأمجاد، وتطلع نحو تحقيق المزيد من الإنتصارات لهذا الوطن، وفرصة لشحذ الهمم ولتجديد العزائم وتوطيدها والإندفاع إلى الأمام في تشييد صرح المغرب الحديث، وتتيح هذين الذكرتين كذلك المناسبة لتأكيد الوفاء الصادق الذي يتبادله العرش والشعب، وتجديد العهد المقدس الذي يلحم بينهما بأواصر البيعة الشرعية المتجذرة عبر أربعة عشر قرنا من تاريخ المغرب الحافل المجيد، والتعبير عن الإلتزام المتبادل بين الملك والشعب لرفع التحديات وتخطي المعيقات كيفما كانت طبيعتها، كما يشكل الإحتفال بهذين الذكرتين مناسبة سنوية متجددة للوقوف على الإنجازات التي تم تحقيقها في مختلف المجالات، والتي تترجم الرؤية الحكيمة والمتنورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي لا يألو جهدا في سبيل تعزيز المكتسبات المحققة بالمزيد من الإصلاحات والأوراش التنموية الكبرى في الميدانين الإقتصادي والإجتماعي، تستجيب لتطلعاته السامية ولإنتظارات الشعب المغربي بإرساء ركائز قوية لتنمية شاملة تعود بالخير والنفع العميم على كافة أبناء الوطن.