صدى المغرب – نورالدين غنبوري
الاثنين 23 شتنبر 2024 – 20:47
تحث شعار: “إرث أجدادنا فخر وإعتزاز لثقافتنا”، أسدل الستار يوم الأحد 22 شتنبر الجاري، بالجماعة الترابية خميس سيدي يحيى “أيت واحي” دائرة تيفلت بإقليم الخميسات على فعاليات موسم الوالي الصالح سيدي يحيى للتبوريدة، الذي نظمته الجماعة الترابية خميس سيدي يحيى “أيت واحي” على مدى أربعة أيام.
وعرفت نسخة هذه السنة من الإحتفال حضور مكثف لساكنة قبائل جماعة خمبس سيدي يحيى، وحضور أيضا زوار عديدين من الخميسات ومناطق أخرى كتيفلت وسلا والرباط، ومن الجماعات المجاورة.
وتضمن برنامج موسم الوالي الصالح سيدي يحيى للتبوريدة تنظيم عروض في فن الفروسية التقليدية (التبوريدة) والتي عرفت هذه السنة مشاركة أكثر من 500 فارس موزعين على 35 سربة قدمت من مختلف الجماعات والمناطق المجاورة لجماعة خميس سيدي يحيى وخارجها وإستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة، واستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية من فن أحيدوس، وتابعت جماهير غفيرة متعطشة لمثل هذه التظاهرات فعاليات الموسم وهي تجمع بين الفرجة والحماس والتشجيع التلقائي، وهو أمر تؤكده نسبة الحضور المرتفعة وكذا حضور بعض من أفراد الجالية المغربية بالخارج وعدد من الضيوف والزوار من خارج جماعة خميس سيدي يحيى.
والهدف من تنظيم هذا الموسم السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من التحام ساكنة جماعة خميس سيدي يحيى بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، ولقد إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات خطفت الأضواء مؤخراً على الصعيد الإقليمي وكذلك فن أحيدوس، كما عرف الموسم لهذه السنة حضور جماهيري غفير فاق كل التوقعات ووفود من مختلف جماعات المنطقة وخارجها، بالاضافة إلى حضور ضيوف شرف من بينهم العديد من رؤساء الجماعات والمنتخبين والمسؤولين المحليين وفعاليات جمعوية وأعيان المنطقة، كما شهد هذا الموسم تغطية إعلامية كبيرة.
و سهر المجلس الجماعي والذي يرأسه الرئيس السيد عزيز العجوطي على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية واللتنظيمية لإنجاح الموسم السنوي للتقافة والتراث والتبوريدة وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية تحت إشراف قائد قيادة بنو عمر آيت زكري السيد أناس فلا وخليفته والسلطات الأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة خميس سيدي يحيى سياراتين للإسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا الموسم.
و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة صدى المغرب فقد شهد الموسم رقما قياسيا من حيث الزوار و هواة الخيل من كل مناطق الإقليم والمدن والجماعات المجاورة، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضا الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم الموسم بحسن التنظيم، حيث سهرت جماعة خميس سيدي يحيى على توفير الظروف المناسبة وذلك برش أرضية ملعب التبوريدة بالماء بإستعمال شاحنتين صهريجيتن لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة، كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام، كما أقام المجلس الجماعي لخميس سيدي يحيى برئاسة السيد عزيز العجوطي مأدبة غذاء على شرف ضيوفه الكرام.
وفي حديث خص به رئيس جماعة خميس سيدي يحيى لجريدة صدى المغرب، قال السيد عزيز العجوطي، إن موسم الوالي الصالح سيدي يحيى للتبوريدة يعد موعدا سنويا هاما في الأجندة الثقافية للمنطقة، وأشاد بالمناسبة بالعمل الجبار للجنة المنظمة والجهود التي تبذلها لإنجاح هذه الدورة بمساعدة الخلية التي تمثل المجلس الجماعي، متقدما بالشكر الجزيل للسلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة وساكنة جماعة خميس سيدي يحيى وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة.
وأكد عزيز العجوطي، أن الحضور الجماهيري الغفير خلال أيام الموسم يعكس النجاح الباهر، مشيرا إلى أن الموسم يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والسياحية والفلاحية، وفي ذات الصدد، أكد عزيز العجوطي “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.
بدوره رحب الشاب منصف لحصيني، النائب الأول لرئيس جماعة خميس سيدي يحيى، بجميع زوار موسم الوالي الصالح سيدي يحيى للتبوريدة الذين جاؤوا لإحياء التراث والمشاركة في هذا الإحتفال، وقال أن المجلس جند كل إمكانياته لإنجاح الموسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح موسم الوالي الصالح سيدي يحيى للتبوريدة والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.
ويعتبر موسم الوالي الصالح سيدي يحيى للتبوريدة بجماعة خميس سيدي يحيى، حدثا فنيا وثقافيا سنويا، والذي تهدف من خلاله الجهات المنظمة، تنزيل برنامجها العلمي والفني السنوي إسهاما منها في إرساء الإهتمام بالثقافة الأمازيغية وتثمين التراث اللامادي الأمازيغي بإعتبارهما رافعة للتنمية المستدامة في أبعادها الإجتماعية والإقتصادية والبيئية، الشيء الذي يعزز المشروع المجتمعي الحداثي للمغرب الذي تعتبر الثقافة، بمختلف مكوناتها وتعبيراتها، إحدى حلقاته الكبرى والمفصلية من جهة أخرى، وتثمينا للإرتباط بالثقافة الأمازيغية وإعترافا بالمكانة العلمية وبالمجهودات المبذولة في مجال البحث العلمي في الثقافة الأمازيغية.