صدى المغرب – نورالدين غنبوري
الاثنين 07 أكتوبر 2024 – 19:00
تحت شعار: “الفروسية تراث الأجداد ومسؤوية الأحفاد”، تحتضن الجماعة الترابية حودران دائرة أولماس بإقليم الخميسات، من 17 إلى 20 أكتوبر 2024، فعاليات موسمها السنوي مقام الطلبة للفروسية التقليدية “التبوريدة” في دورته الرابعة، من تنظيم فيدرالية حودران للتبوريدة بشراكة مع الجماعة الترابية حودران والمجتمع المدني، وذلك في إطار الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تعمل الجماعة من أجل إنجاحها وخلق متنفس يليق بسكانها.
وفي هذا السياق فقد تم عقد إجتماعات أولية بمقر جماعة حودران، تحت إشراف السيد مصطفى مكول ىئيس المجلس الجماعي لحودران بحضور أعضاء المجلس ومكتب فيدرالية حودران للتبوريدة برئاسة السيد رشيد عوج رئيس الفيدرالية وجمعيات المجتمع المدني، حيث تم الإتفاق على ضرورة تعبئة الموارد البشرية واللوجستكية والمادية الكفيلة بإنجاح هذا الموسم، في إطار إستراتيجية محكمة وواقعية.
ويروم هذا الموسم السنوي، الذي تنظمه فيدرالية حودران للتبوريدة بشراكة مع المجلس الجماعي لحودران وجمعيات المجتمع المدني، خلق فضاءات توفر فرصا مثلى لتحقيق التواصل والإندماج الإجتماعيين من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية الوطنية وتثمين تربية الخيول كجزء من التاريخ والهوية الثقافية المحلية، وكذا الحفاظ على هذا التراث الأصيل الذي صنعه الأجداد وضمان نقله عبر الأجيال، إلى جانب المساهمة في التعريف بالمؤهلات الفنية والفلاحية والسياحية للمنطقة.
وهكذا، ستتناوب أكثر من 30 سربة تمثل مختلف مناطق إقليم الخميسات وخارجه خاصة منها المعروفة بإهتمامها بتربية الخيول وفن التبوريدة وبتقاليدها العريقة، على فضاء “المحرك” لتقدم إستعراضات متميزة في فن التبوريدة الأصيل، كما سيعرف الموسم تنظيم مسابقات في فن التبوريدة بالإضافة إلى سهرة فنية كبرى، بمشاركة مجموعة من الفنانين المشهورين على الصعيدين المحلي والوطني، من بينهم الفنان الأمازيغي لحسن الخنيفري والفنان الشعبي عبد العزيز أحوزار والفنان الحودراني الحسين كركا المعروف بالحسين الزموري بالإضافة إلى فن أحيدوس.
وفي حديث خص به جريدة “صدى المغرب”، قال السيد مصطفى مكول رئيس المجلس الجماعي لحودران، “إن هذا الموسم أصبح موعدا سنويا هاما في الأجندة الثقافية للمنطقة، مضيفا أن التبوريدة تراث أمازيغي أصيل علينا الإهتمام والإفتخار به”، مبرزا أهمية هذا الحدث الفني الذي يعرف مشاركة فرسان يمثلون مختلف قبائل إقليم الخميسات، وكذا من الجالية المقيمة بالخارج الذين أصروا على المشاركة في الموسم الذي يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مشيدا بالجهود التي يبذلها كافة القائمين على هذا الموسم لإنجاح مختلف فعالياته.
وأكد مكول في ذات الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.
بدوره قال السيد إدريس لغريسي النائب الأول لرئيس جماعة حودران، “أن الموسم السنوي مقام الطلبة للتبوريدة بجماعة حودران يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى، كم يعد مناسبة لخلق فضاءات للترفيه وأخرى للرواج التجاري، حيث تتكون حركة تجارية مهمة طيلة أيام الموسم تساهم في تحفيز التنمية الإجتماعية والإقتصادية بالمنطقة”، مبرزا أهمية هذه التظاهرة التي توفر فرصة لتحقيق التواصل الإجتماعي من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية المحلية وكذا الوطنية، وبهذه المناسبة فإن المجلس الجماعي لحودران يرحب بجميع الزوار والمشاركين في هذه التظاهرة.
ومن المنتظر هذه السنة وعلى غرار المواسم السابقة أن يجلب الموسم السنوي مقام الطلبة بجماعة حودران الذي يعد من المواسم المهمة في المنطقة أنظار الآلاف من محبي فن التبوريدة بإقليم الخميسات وتوافد الزوار من خارج أرض الوطن نظراً لشعبيته وعراقته، بالإضافة لإستقطاب عدد كبير من السرب الممثلة لعدة مناطق المجاورة لجماعة حودران، كما يراهن منظمو هذا المحفل السنوي على الرفع من تحضيراتهم وإستعدادتهم لإنجاح نسخة هذه السنة.
ويعتبر موسم مقام الطلبة للتبوريدة بجماعة حودران، حدثا فنيا وثقافيا سنويا، والذي تهدف من خلاله الجهات المنظمة، تنزيل برنامجها العلمي والفني السنوي إسهاما منها في إرساء الإهتمام بالثقافة الأمازيغية وتثمين التراث اللامادي الأمازيغي بإعتبارهما رافعة للتنمية المستدامة في أبعادها الإجتماعية والإقتصادية والبيئية، الشيء الذي يعزز المشروع المجتمعي الحداثي للمغرب الذي تعتبر الثقافة، بمختلف مكوناتها وتعبيراتها، إحدى حلقاته الكبرى والمفصلية من جهة أخرى، وتثمينا للإرتباط بالثقافة الأمازيغية وإعترافا بالمكانة العلمية وبالمجهودات المبذولة في مجال البحث العلمي في الثقافة الأمازيغية.
يذكر بأن موسم مقام الطلبة بجماعة حودران، مناسبة سنوية تشارك فيه معظم القبائل المجاورة من أجل إحياء التراث المغربي وتشجيع التنمية والإقتصاد المحلي، بالاضافة الى ساحة التباري الخاصة بالفروسية التي تشهد تنافسية بكل حماس وجدية بين القبائل المنضوية تحت الإقليم.