محسن الاكرمين
الاثنين 11 نونبر 2024 – 23:07
أنقلكم اليوم ساداتي الكرام نحو إعادة بناء مفاضلة العيش بين أجنحة إبليس الحريرية … وبين الوعي والمنطق …
كان يرتدي اللون الأسود بالتفرد. في وقفة المتسكع، كان يُمثل قُوة إبليس الحرارية، والتي تحدث هالة شرّ متدفق. إبليس اللعين يتبختر في لباسه الأسود الحريري، وربما كان يُجري التحكم في حيواناته الأليفة من بشر الأتباع الأوفياء. كان اللعين يستجمع سلطة كل القوى الشيطانية المتجددة، عن طريق اختراق الذكاء الاصطناعي، وبعث رسائل الإغراءات و الانحرافات.
في الأرض السفلية الهجينة بالتحالفات، كان شعب إبليس يتشكل من العبيد الطيعين. عبيد يمثلون البلاهة، ولا يحق لهم ممارسة التفكير عن بداية السؤال. فيما إبليس السيد الحاكم بالاستبداد والخديعة، فقد كان يعيش في لهو مستمر، وهو يُربتُ على رأس ذاك الحيوان الأليف، ويُنْجز الخوارزميات البدائية للتحكم في مشارف الحرب ضد الخير. فلم يكن الحيوان المفضل عند إبليس من سلالة قطط فرعون، كما علمتنا أفلام الرعب الأمريكية، بل كان من فصيلة الذئاب العصية عن الصيد والتدجين.
رؤية إبليس بلباسه الأسود في يوم عيد طرده السماوي، يوازي قوة عيون الصقر في معارك صيد متعة الاستنزاف. في حكمه لشعب العبيد في الأرض السفلية، كان يتحرى إنتاج جيش من الأشرار والمدلسين والفاسدين، جيش لا يملك مخاوف إنتاج الشر، ولا تلك الحدود الأخلاقية الوجودية. محاربون من جيش البلاء، يمتلكون الذكاء الاصطناعي في بناء الفخاخ، ويزيدون بسطة من لعنة السماء عليهم. كانت سلالة إبليس تعمل وفق شبكة (الويفي) في تعبئة العبيد الطيعة الخنوعة.
في رؤيته المستقبلية لتكهنات القرن الحادي والعشرين، كان إبليس يجدد تكوين المدربين والمكونين من قشدة المهرة الانتهازيين، لتدعيم جيوش الشر والزيادة في لهيب الفتنة بالأرض العلوية. كان يخطط للانتصار على الخير وينهي القيم الوجودية. مكر إبليس لا حدود معرفية له، ويفوق مستقبل تفصيل عباءات تحويل الوعي الإنساني لسلوكيات سليمة ومتجددة، والتي حتما توازي المتغيرات الاجتماعية. فإبليس لا يريد من شياطين الأرض الإنسانية أن تتفوق عليه في خططه الحربية، بل كان يتكفل طوعا في ترويع الخير والخيرين.
في دروسه اليومية لعبيد الأرض السفلية، كان يوثق لكل الأحداث بالتسجيل والكاميرات الحديثة، فهو يخشى على سلالته الاختراق من طرف الدم الأزرق البشري الطاهر. كانت كل أوصافه لعبيد البشر الطيعين توازي سياسة التحقير والتيئيس، واللعب على أوتار التمايزات بين مَنْ خلق من طين طيعة، ومَنْ كان خلقه من نار حمئة. كانت معادلته الرخوة والغيورة، هي من أخرجته بسقطة مدوية في الأرض السفلية، وبات يسترق السمع، ومن الرجم ينال عقاب شُهب المذنبات السماوية.
من عطلة الأرض البينية للشر، حين تكبل شياطين الشر، وتنال التصفيد في ليال معدودات، وعند ليلة السراح كان عبيد الأرض العلوية من الإنس السذج بالغباء، يشعلون نور الشموع، ويحرقون دخان الأبخرة، ويتوجسون خيفة من العائد الناقم نحو ساحة المعارك بطائرات بدون طيارين من أخوية جيوش إبليس اللعين.
في مخيلة الشيطان العائد بالحرية، تتمثل لديه صورة الإنسان بذاك العبد المنهك بمتاعب هَمِّ الحياة. كل الجدل عند العبيد الطيعة، كانت تجرى بالبدائية في الأرض العلوية، وتنكسر عند حدود كيفية التحرر من سلطة إبليس التحكمية. بحق، كان عبيد إبليس لا ينتجون فلسفة دائمة متحررة من المكر والفساد، بل ألفوا استهلاك الموجودات، والرضا بتحكم إبليس السيد. في مجتمع عبيد معتل وطيع، بات إبليس يستغل (ويفي) الذكاء الاصطناعي، ويؤمن بتدبير العقول البدائية بالأوهام والخرافة، فهو أمسى يحكم بالاستبداد منذ الزمن البعيد، و يداوم على تجديد أنماط العلاقة بين السيد والعبد.