سامي دقاقي – القنيطرة
الأربعاء 11 دجنبر 2024 – 20:26
تعزز العرض البيداغوجي السيكولوجي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، مع بداية هذا الموسم الجامعي باعتماد ماستر جديد ونوعيّ. يتعلق الأمر بماستر “سيكولوجيا الإعاقة” الذي تنسقه الأستاذة بذات الكلية، الدكتورة عتيقة بونو. وقد عرف هذا الماستر في فوجه الأول التحاق طلبة وطالبات من خيرة المنتسبين لحقل السيكولوجيا، سواء بجامعة ابن طفيل أو من خارجها، تحت تأطير وإشراف فريق بيداغوجي أكاديمي من الأساتذة الخبراء في ميادينهم، والمتمرّسين بالدرس الجامعي السيكولوجي تحديدا.
هذا، وقد شهدت رحاب كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية أمس الثلاثاء 10 دجنبر 2024، انطلاق الماستر الجديد بلقاء تواصليّ استهِلّت أطواره بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها الكلمة التقديمية لمنسقة الماستر، ثمّ كلمات كلّ من الدكتور أحمد الفرحان نائب العميد في البحث العلمي والتعاون، والدكتور محسن بطشي نائب العميد في الشؤون البيداغوجية، والدكتور نبيل شكوح منسق شعبة علم النفس الذين أعربوا عن تثمينهم ودعمهم إلى جانب السيد عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، والسيد رئيس جامعة ابن طفيل، لمثل هذه المشاريع البيداغوجية والعلمية التي يتحقق تنزيلها على أرض الواقع، فتصبح جانبا من فسيفساء العرض الجامعي المتنوع والغنيّ، الذي أضحت تحظى به جامعة ابن طفيل في السنوات الأخيرة. أما كلمة منسقة طلبة وطالبات هذا الفوج الأول من ماستر “سيكولوجيا الإعاقة” فقد كانت بليغة ومستفيضة بحسها الإنساني والأخلاقي في التعبير عن سعادتهم بالانتساب إلى هذا التخصص، واستعدادهم لإنجاح رهاناته بالعمل والمثابرة، من خلال البحث العلمي والأكاديمي الجادّ والرصين.
المحاضرة الافتتاحية التي قدمها الدكتور والخبير في مجال الإعاقة عبد المالك أصريح في هذا اللقاء مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، واليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، كانت بعنوان: ” الإعاقة: الإطار المفاهيمي والمعياري والسياسات العمومية”، حيث قاربت موضوع الإعاقة من منظور التشريعات والقوانين الدولية والوطنية، وأيضا باستحضار المسارات النضالية والترافعية القوية التي خاضها كل المعنيين بهذا الملف (لاسيما الأشخاص في وضعيات إعاقة) بغاية تفعيل الحقوق وتنزيل البرامج والمشاريع، وأيضا إرساء ثقافة مجتمعية مغايرة وسليمة في التفاعل مع ملفات هؤلاء الأشخاص، سواء من حيث التمثلات والسلوكات، أو من حيث سبل الدمج والتمكين.
من المؤكّد، أنّ نجاح فعاليات هذا اللقاء التواصلي والافتتاحي لماستر سيكولوجيا الإعاقة الذي يعد بحق إضافة نوعية تثري خارطة البحث السيكولوجي العلمي والأكاديمي، إن بجامعة ابن طفيل، أو على المستويين؛ الوطني والعربي، ستظل رهينة بتظافر جهود وانخراط كلّ فاعليه، أساتذة وإدارة وطلبة. فهذا اللقاء قدم مجموعة من الإشارات، أولها جدية منسقته الدكتورة عتيقة بونو، واستعدادها لتقديم خبرتها ومعرفتها للإسهام من موقع أكاديمي (هو الأصل) في إنجاح الأوراش والمشاريع الكبرى، التي فتحتها الدولة لصالح الأشخاص في وضعية إعاقة. ثانيها، إغناء وتثمين العرض الجامعي النوعي لطلبة علم النفس في زمن أضحى فيه الطلب على الخدمة السيكولوجية متزايدا، كما أصبح الانتفاع من مخرجات هذه الماسترات والإجازات المتخصّصة ذا راهنية ورهان كبيرين لمجتمعاتنا، إن وطنيا، أو عربيا ودوليا.