متابعة محسن الأكرمين.
الاحد 15 دجنبر 2024 – 20:50
من بين محافل الحضور الجمعي، والتي غالبا ما يستغلها السياسي عند حضوره لتلميع ملمح صورته، محافل الأنشطة الثقافية والفنية ذات الاستقطاب المفتوح. ففي المركز الثقافي الفقيه محمد المنوني، وعند يوم افتتاح مهرجان (مكناس خشبة لمسارح العالم)، تنوعت الخطابات السياسية المفوهة، وبقوة مداهنة التصريح وحتى الترميز منها، وهي تستبق نيل التصفيقات والمساندة والبداهة.
يومها، كان السبق لرئيس مجلس جماعة مكناس السيد عباس لومغاري في أول خروج عام له بعد انتخابه خلفا للرئيس المستقيل أو المٌقال !!! الأهم بالملاحظة أن البروتوكول منذ البداية تكسرت تسويته بترتيب المهام والصفات وذكر الألقاب بالسبق والتسبيق، وكان حينها حضور رئيس جهة فاس مكناس السيد عبد الواحد الأنصاري وازنا، وما يمثله من قيمة اعتبارية في هرمية مناصب الدولة العليا.
بداية صعد رئيس مجلس جماعة مكناس، وأخرج ورقة كلمته المدونة بالسبق والإرشاد، والتي أهملت الإشارة إلى تواجد رئيس جهة فاس مكناس في ديباجة الصفات والمهام وبيان الألقاب. هذه الانطلاقة اشتمَّ أن من ورائها رائحة نوعية الخلافات السياسية (الصامتة)، وغياب دعم حزب رئيس الجهة (الميزان) لأغلبية رئيس الجماعة (حزب الحصان) !!! قد يكون الأمر من الأخطاء العشرة الشائعة، وقد يكون التَّعمد سيد الوقف (الحبسي في الكلام المباح)، ولما لا تخمينات تمرير رسالة مشفرة بحضور رئاسة الجهة الذاتية !!!
تكلم رئيس مجلس جماعة مكناس عن دور الثقافة والفن ومدينة (المثاقفة) !!! تكلم بالإفاضة عن دعم الأنشطة الثقافية الجادة، وكأن القسم الثقافي بجماعة مكناس يمتلك ميزانا من ذهب يقيس به معايير الجودة في أنشطة معينة، وأخرى رخوة في سلة (التفاهة والرداءة). تكلم عن الماضي المسرحي بالمدينة ونسي ذكر الحاضر الثقافي بالمدينة (المشكل بالتناقضات والتذمر العام)، والذي يفيض بأزمة جفاف من حيث الإبداع والتجديد والابتكار، والابتعاد عن صرف المال العام في أنشطة لا أثر لها على الحركة الثقافية والفنية بالمدينة. انتهت كلمة الرئيس بتصفيقات، وهو لم يفصح للحضور عن دور مجلس جماعة مكناس في مساندة ودعم الثقافة والفن بمكناس؟ وكيفية الرقي بدور الشباب والمراكز الفنية؟ وكيفية فتح الباب الكاشف لدعم الجمعيات النشيطة بالمدينة بلا مظلات سياسية داعمة ؟
كانت منسقة الأدوار في منصة التقديم، تتفنن في اختيار كلمات دعوة رئيس جهة فاس مكناس، والذي كان في حديث قرب مع الجلساء. تم تنبيه السيد الرئيس بالدعوة إلى صعود نحو منصة الخطابة. لنتفق منذ البداية، منذ البدء نعتز به رئيسا لجهة فاس مكناس، حتى وإن اختلفنا معه، ونُعاتبه في مجموعة من التدابير التي غيبت مدينة مكناس عن معادلة الإنصاف التنموي. لأن السيد الرئيس هو ما تبقى لنا من قلب مكناس يقود مكونا جهويا، بعد أن تم إسقاط رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس مكناس ( السيد بدر الطاهري) !!! وأخيرا تحالفت الأحداث الشكلية بإسقاط رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس (السيد عبد المالك بوطيين) !!! فدعمنا هذا للرئيس من غيرتنا على أن مكناس قطب قائم الذات، وليست من توابع مدينة فاس !!!
بحق كان بارعا في صناعة الفرجة المسرحية، حين لملم أوراقه بشكل احترافي، وقرر ارتجال خطاب غير مكتوب، حينها انحنى على مكبر الصوت وقام بالضغط على الصوت: بعد ذكر متعدد من الصفات… السيد رئيس مجلس جماعة مكناس… كان هذا رمزية الرسالة رئيس مجلس جماعة مكناس (إلى نسيتي ذكر صفتي الجهوية، أنا أذكرك…) !!! كرر غير ما مرة أن الجهة بقيت وفية لدعم الثقافة والأنشطة الوازنة !!! وتناسى علما صيغة ازدواجية الدعم، لبعض الجمعيات ذات الاستقطاب المزدوج !!!
السيد رئيس جهة فاس مكناس، كنا بحق ننتظر من خطاب سيادتكم يومها، وعدا تكرر بنفس القاعة، ولم يتم تنزيله على أرض الواقع. إنه حلم المسرح الكبير بمكناس والذي طال انتظاره!!! لماذا نتجاهل المشاريع الثقافية الكبرى في خطاباتنا السياسية، ونتحدث عن الدعم المؤقت لبعض الأنشطة المحظوظة؟ ألم يحن الوقت السيد رئيس الجهة باعتباركم ابن الدار، ووفيا لهذه المدينة من التفكير في توطين مسرح كبير بمكناس؟