عبد الصمد تاج الدين – مكناس
الخميس 06 فبراير 2025 – 14:15
نظمت الجمعية الاسماعيلية للتكوين والبحث العلمي بشراكة مع المعهد العالي للمهن التمريضية و تقنيات الصحة بمكناس،أمس الأربعاء 5 فبراير 2025، يوما دراسيا بمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف الرابع من فبراير من كل سنة ،سلطت من خلاله الضوء على مستجدات تشخيص وعلاجات الامراض السرطانية ،مع التذكير بأهمية البحث والتشخيص المبكر في مكافحة هذا الداء مع تسليط الضوء على اهم الابتكارات في مجال علاج السرطان.
واستعرض المشاركون في هذا اللقاء العلمي الهام حول “تدرج مكافحة السرطان من الوقاية الى العلاجات التلطيفية “بمشاركة عدد من الأساتذة المختصين والباحثين والأطباء الممارسين والفاعلين المدنيين، مختلف الجهود المبذولة لمكافحة السرطان على الصعيد الدولي و الوطني .
وقدم المتدخلون خلال هذه الندوة التي استهلت بكلمة ترحيبية لمدير المعهد العالي للمهن التمريضية و تقنيات الصحة بمكناس ، التي عرفت حضورا مكثفا أغلبهم من طلبة المعهد العالي للمهن التمريضية و تقنيات الصحة بمكناس، والتي تمحورت حول أربعة عناوين رئيسية نسقت بين فقراتها كل من د.عزيزة القفصي والاستاذة لمياء ناها والأستاذة هاجر العماري، همت “البرنامج الوطني للتشخيص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم ،الأهداف والإنجازات“، أتاحت المناسبة الفرصة امام السيدة نادية العباسي إطارالصحة العمومية بالمديرية الجهوية للصحة جهة فاس مكناس، لبسط الخطوط العريضة والتدخلات الواسعة لتنزيل البرنامج الوطني على صعيد الجهة، والذي يروم تحقيق اهداف البرنامج ومرامية المتعلقة بتوسيع نطاق التشخيص المبكر وتحسين التكفل العلاجي، بتقديم الخدمات التلطيفية فضلا عن دعم البحث العلمي والتكوين المستمر في مجال الأورام وفي هدا الصدد قدمت السيدة نادية ،مجموعة من المعطيات الإحصائية الخاصة بعدد النساء اللواتي شملهن الفحص و التشخيص وكدا مجموع النساء المتكفل بهن بالمراكز المتخصصة عبر تراب جهة فاس مكناس خلال سنة 2024.
من جانبه وفي المحور الثاني، المتعلق بجديد العلاج الطبي للسرطان ،بسط البروفيسور عزيز بازين اخصائي امراض السرطان بالمستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس، عرضا مصورا تطرق من خلاله بالشرح والتفسير لمختلف أنواع امراض السرطانات والأعضاء المصابة بها وطرق التعاطي في علاجها حسب درجة خطورتها مركزا في مداخلته على احدث ما جادت به الأبحاث والابتكارات العلمية في علاج السرطان والتقنيات الجديدة المستخدمة بمستشفيات دولية مختصة أعطت نتائج ناجحة ودات فعالية وصلت الى نسب علاج جد مرتفعة ، موضحا ان البروتوكولات العلاجية التقليدية أصبحت نوعا ما متجاوزة وذلك عبر الانتقال الى اعتماد نمط علاج كميائي واشعاعي متجدد ومتطور واكثر قوة ودقة في استهداف عمق الخلية المسببة للسرطان.
وبدوره ، كان للدكتور كريم والي، طبيب اخصائي في أنماط التغدية العلاجية، في المحور الثالث مداخلة عن طريق ربط الاتصال المباشر عن بعد ، تناول خلالها تفصيل أنماط وأنواع التغذية المناسبة لمرضى السرطان والحمية التي يجب اتباعها و الابتعاد عن النظام الغذائي الغير الصحي، مشيرا في هدا الصدد الى سرد مجموعة من المنتوجات الغذائية التي ينصح الابتعاد عنها او التقليل من تناولها ،ناصحا باعتماد حميات غذائية طبيعة خالية من كل أنواع الاكسدة، وهي الأطعمة الامنة للأشخاص المصابين وغير المصابين ،مهيبا بالجميع لعدم الاكتراث بما يتداول من أكاذيب وافتراءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من طرف الدجالين والمتطفلين عن الميدان من فاقدي المصداقية المختصين في خلط المفاهيم العلمية على حد تعبير الخبير في مجال التغدية الصحية .
وختمت الدكتورة “أندا سامبيطريان Dr Anda Sampetrean“ طبيبة مختصة في أمراض السرطان الطبي عبر الاتصال المباشر بالصوت والصورة من باريس في المحور الرابع والأخير بموضوع العلاج التلطيفي الخاص بمرضى السرطان،حيث قدمت شروحات حول طرق ومواكبة المرضي بالرعاية التلطيفية “Soins palliatifs“الذي يقدم من طرف اختصاصيين مدربين تدريبًا خاصا ،على تخفيف الألم والأعراض الأخرى لدى المصابين بأمراض خطيرة.
موضحة أن هذه التقنية قد تساعد كثيرا على التأقلم مع الآثار الجانبية للعلاجات الطبية ،كما يساعد هذا العلاج المصاحب جنبا إلى جنب مع العلاجات الأخرى ،على توفير الراحة وتحسين جودة حياة المرضى وعائلاتهم.
وقالت الدكتورة عزيزة القفصي رئيسة الجمعية الاسماعيلية للتكوين والبحث العلمي،أن تنظيم هذا اليوم الدراسي في نسخته الثالثة موازاة مع تخليد المجتمع الدولي لليوم العالمي للسرطان، يروم أساسا لتبادل المعلومات “ وتسليط الضوء على المستجدات وتكثيف المجهودات من اجل تقليص نسب الإصابة بهذا الداء ، مضيفة ان لقاء هذه السنة يؤكد التزام الجمعية الحديثة التأسيس ومدى انخراطها في مواكبة مستجدات علاج السرطان، ومكافحة افة هذا المرض والبحث عن سبل الولوج الى العلاجات الحديثة وفق ما تتبعتم تقول د القفصي، خلال هذه المناسبة التي كانت فرصة سانحة امام مختلف الأطراف المشاركة لتقاسم المعلومة وتبادل الخبرات حول الانشغالات المشتركة و المرتبطة أساسا بمكافحة السرطان.