آخر الأحداث

صبري: خسارة المغرب في انتخاب نيابة المفوضية الأفريقية ضد الجزائر رعونة تجب المساءلة عنه وترتيب الأثر عليه.

هيئة التحرير15 فبراير 2025194 مشاهدة
صبري: خسارة المغرب في انتخاب نيابة المفوضية الأفريقية ضد الجزائر رعونة تجب المساءلة عنه وترتيب الأثر عليه.

صبري الحو*

السبت 15 فبراير 2025 – 23:58

نركز على اخفاق المغرب في الفوز بنيابة رئيس المفوضية الأفريقية ! ولا نطرح سؤالا حول من يتحمل مسؤولية إخفاق المغرب في هذا الفوز ؟ فالترشح قرار ليس صدفة وليس اعتباطي بل دراسة اختيار وتصميم وقرار.

قد نتذرع الآن بأن المنصب لا يكتسي اهمية سياسية ! وهو مجرد نيابة! قد يكون ذلك صحيحا ؟ قد نبرر الفشل والرسوب بنهج الجزائر أساليب غير اخلاقية وشرائها ذمم القادة والموظفين والمسؤولين الأفارقة؟ وفق ما تم الترويج والدعاية له في الإعلام قبل الانتخابات؛

كل تلك المبررات غير مقنعة وغير مؤثرة في عمق نتيجة فوز الجزائر على المغرب. فنحن والجزائر في معركة مستمرة ومتعددة الأوجه والواجهات؟ والأخيرة أي المعركة خدعة. والعبرة في النهاية بمن يفوز بها لحماية وتعزيز حماية مصالح بلاده ووطنه.

ولهذا فإن اختيار المغرب الترشح ضد الجزائر في اي منصب من المناصب قارية او اممية وغيرها يجب ان يكون مبنيا على دراسة وترجيح احتمالات الفوز والخسارة ، و محسوما للفوز منذ البداية تحت طائلة عدم المبادرة بالترشح أصلا .

وفي حالة عدم اليقين والشك في الفوز المغربي يستحسن عدم الترشح أصلا و دعم مرشح آخر من بلدان صديقة ! فالحيثيات والجزئيات والتفاصيل الصغير عندما يتعلق الأمر ضد الجزائر تحسب بميزان بيض النمل، لأنها جد حساسة .

و رغم عدم اهمية هذه الأمور وهذا الفوز ، الذي يتناقض ويكذبه اختيارنا الترشح له،. يجب ان نعترف انها تؤثر بطريقة غير مباشرة في تقدم المركز المغربي ونجاحه . ومن تم لا مجال ولا هامش للخطأ . وغير ذلك يعتبر رعونة وإهمالا يجب المساءلة عنه؟

وسبق ان قلنا في مناسبات سابقة ان بلوغ المغرب النجاح ليس مهما بقدر اهمية الاستمرار فيه، والتراخي غير مسموح به. وهو ما يضع التزاما على الجميع لحماية هذا النجاح ومراعاته وحصانته وصيانته من التقهقر وعدم المساس به.

فالدبلوماسية الملكية قامت بمجهودات أسطورية وحققت نجاحات فاقت كل التوقعات، و تضع قيد الاعتبار صيانه الأمن القومي المغربي في أدق تفاصيله وجزئياته، وتحصن المكتسبات قبل الانطلاق إلى حشد اخرى بيقين مطلق غير قابل للمجازفة بالفشل.

وعلى الجميع كل من موقعه وضمن دائرة اختصاصه السعي لتعزيز المركز والنجاح الملكي والمغربي ودعمه تحت طائلة المسائلة. فمن يتحمل مسؤولية الفشل في الاستحقاق والانتخاب الأفريقي المغربي في نيابة مفوضية الاتحاد ؟وماهو جزاء اخفاقه الذريع؟.

*محامي بمكناس
خبير في القانون الدولي قضايا الهجرة ونزاع الصحراء
الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي