صدى المغرب-محسن الأكرمين
الأربعاء09ابريل2025-17:05
غادر فريق الجيش الملكي منافسات دوري أبطال إفريقيا، رغم الانتصار بهدفين دون رد، فيما تأهل فريق بيراميدز المصري. حقيقة ثابتة أن فرق البطولة المغربية الاحترافية الأولى تعيش أزمة أداء ونتائج التفرد على الصعيد القاري. حقيقة بينة، أن هنالك فارق كبير بين أداء المنتخبات الوطنية الجيدة والتسويقي العلي لكرة القدم المغربية، والفرق ذات مرجعية البطولة الاحترافية (المحلية)، والتي لا توازي طموح التميز، والسيطرة على الكؤوس التنافسية القارية والدولية. قد لا نعمم القول، مادامت النهضة البركانية حاضرة وبقوة النتائج والأثر، ولكنا نُبقي التساؤل حاضرا: هل البطولة المغربية حقا احترافية أم لازالت إكراهات اللاعب الهاوي وتسيير (المنخرط) حاضرة؟
فإذا كان نتيجة الملعب الشرفي بمكناس مساء يوم (08/04/2025) قد غادر بها الجيش الملكي لكرة القدم دوري أبطال إفريقيا، فإننا وقفنا وبامتياز الرؤية والمصاحبة على العمل الجبار والاحترافي الذي قام به الأمن الوطني بمكناس، وكل التشكيلات الأمنية المحلية والداعمة في تأمين المباراة والحدث القاري. حضور أمني مكثف بعمل استباقي وعقلاني لما تحمله المباراة من حيثيات مرجعية (دولية)، واحتكاكات وافدة من أرض الكنانة (منع جماهير الجيش الملكي من ولوج الملعب بمصر، وغيره من المناوشات غير السليمة !!!).
فلم يكن من الصعب تدبير مباراة الجيش الملكي لكرة القدم وبيراميدز المصري أمنيا بالاحترافية داخل مكناس، رغم أن هذه المباراة (كما قلنا) كانت تحمل عدة حساسيات وخلفيات (ملغومة المقاصد/ الفريق المصري)، ولكن كانت الخطة الأمنية الرائدة كانت تتمثل في أن تبقى المباراة ونتيجتها النهائية داخل الملعب دون حيثيات ثانوية (داخل الملعب أو خارجه).
فقد كانت الخطة الأمنية الاستباقية بمدينة مكناس تروم نحو تدبير حضور أكثر من (8000) من جماهير الجيش الملكي لكرة القدم والوافدة بالأساس على دعم فريقها وبكل قوة. تتحدد في تدبير سيولة متنوع من السيارات والمركبات بالسلامة، والتي تحمل الجماهير من الرباط نحو مكناس (ما يناهز (2000) مركبة وسيارة.
فالخطة كانت تروم بأن يكون رجال ونساء المهمات الأمنية حاضرين بكل أرجاء المدينة، وبكل المحاور المؤدية نحو الملعب الشرفي بمكناس. فمنذ بدايات تدفق الجماهير نحو المدينة، كانت مسارات الطرقات مؤمنة بالشكل الكلي، وبحضور أمني مشدد في تعليماته، وميسر للعبور. كانت بدالات الطريق السيار نحو مكناس تشتغل بطاقتها الكلية، رغم الازدحام في وقت الذروة (ابتداء من الساعة السادسة مساء). كان هنالك رجال الدرك الملكي في دعم مستمر، وحضور وازن في المراقبة والتنظيم، وتسريع وثيرة الحركية الطرقية.
الأهم أن المأمورية كانت صعبة، لكن رجالات الأمن ونسائه وكل التلوينات الأمنية كانت حاضرة وبالخبرة والتجربة والأداء التفاعلي الاحترافي. ومن المشاهد المريعة بالمنصة الشرفية حين تتحدى إحدى السيدات المرافقات للجيش الملكي بكلام (نابي) خارج عن السياق والأخلاقيات تعليمات عليا من مدبري المباراة الأمنيين، لكن رزانة القيادة الأمنية بمكناس، تغافلت عن تلك المناوشة (الفجة) بالحكمة و متابعة التنظيم الدقيق لكل حيثيات المباراة خارج الملعب!!!
من الساعة العاشرة وبزيادة ليلا، وبعد انتهاء المباراة بصافرة الحكم، بقي العمل الأمني حاضرا إلى ما بعد الساعة (12 ليلا)، حيث عرفت حركية السير ضغطا على المحور المتجه نحو مخارج الطريق السيار. وقد عرفت الطريق بعض المناوشات بين مشجعي الجيش الملكي، خاصة حادث إصابة أحد المشجعين على مستوى البطن أمام (مقهى فيراندا) طريق عين معزة، حيث كان الحضور الأمني قد شكل مفارقة احترافية في الحد من تلك المناوشات (الصبيانية)، واستدعاء الاسعاف (نأمل أن يكون المشجع بألف خير).
لكن، من المشاهدات غير الحضارية والتي قد تلوث صورة المغرب الاعتبارية، فوضى السفر في (الكُوفَرْ)الخلفي للسيارات دون اعتبارات السلامة والأمن الطرقي. لذا، لا بد من إعادة النظر الأمني في التنقلات الجماعية للجماهير، والتي يجب أن تكون عبر حافلات وبدرجات رسمية لا فوضوية. يجب الانتقال الى سن بطاقة الجمهور لولوج الملاعب، حتى يتم التقليل من أعداد القاصرين، وممن سبق في حقهم إحداث فوضى الملاعب. الأهم أن مباراة مكناس مرت بأمن وسلام وباحترافية من القيادة الأمنية، رغم انفعالات الوفد المصري غير الموضوعية، و الذين كانوا يبحثون عن المظلومية ورياضة التباكي لاحقا.