صدى المغرب – مكناس
الخميس 24 أبريل 2025 – 14:43
في إطار التوجهات الاستراتيجية للمملكة الرامية إلى إعادة هيكلة النموذج الزراعي الوطني في أفق سنة 2030، شهد المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب توقيع اتفاقيتين محوريتين من طرف الفدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية (FOLEA)، وذلك بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA) وشركة أصناف (ASNAF)، بهدف إعطاء دفعة جديدة لسلسلة الزراعات الزيتية، وضمان هيكلتها وفق مقتضيات استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تضع في صميم أولوياتها تعزيز الأداء الإنتاجي، رفع قدرة القطاع على التكيف مع التغيرات المناخية، وتعميق روابطه مع النسيج الفلاحي الوطني.
وتؤكد هذه المبادرات التزام FOLEA بدورها المحوري كحلقة وصل بين السياسات العمومية والبرامج الميدانية، من خلال إسهامها في تفعيل أهداف العقد البرنامج الخاص بالقطاع، ولا سيما تلك المتعلقة بإعادة تنشيط نشاط التكرير، وتوطيد تنافسية مختلف مكونات السلسلة.
وقد تم توقيع الاتفاقية الأولى مع المعهد الوطني للبحث الزراعي بحضور السيد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تسريع وتيرة تأقلم محاصيل الكولزا ودوار الشمس مع الخصوصيات الزراعية والمناخية المحلية، من خلال برنامج بحث تطبيقي يرتكز على الانتقاء الوراثي، وإجراء تجارب حقلية، وتيسير نقل المعرفة نحو الفلاحين. وتشمل الاتفاقية أيضًا تنظيم أيام تقنية، وتوزيع دلائل الممارسات الفضلى، وتعزيز الشبكات الوطنية للخبرة الفلاحية، في استجابة مباشرة للتحديات المتفاقمة المرتبطة بندرة المياه وتدهور جودة التربة في المناطق البورية.
وفي هذا السياق، صرّح السيد محمد البركة، رئيس FOLEA، بأن: “تطوير سلسلة الزراعات الزيتية في المغرب ليس خيارًا اقتصاديًا فحسب، بل هو ضرورة استراتيجية لتعزيز السيادة الغذائية وتقليص الاعتماد على الواردات، وذلك من خلال هدف طموح يتمثل في تغطية %15 من الحاجيات الوطنية من الزيوت النباتية في أفق 2030.”
كما أضاف: “إدماج محاصيل مثل الكولزا ودوار الشمس في الدورات الزراعية يشكل رافعة لتعزيز خصوبة التربة، وتحفيز التنمية القروية، وبناء منظومة إنتاج ذات قيمة مضافة عالية.”
أما الاتفاقية الثانية، التي تم توقيعها مع شركة أصناف (ASNAF)، المتخصصة في إنتاج وتوزيع البذور، فتروم تعزيز ولوج الفلاحين إلى أصناف بذور محسّنة، ذات أداء عالٍ وتكلفة مناسبة. وتنص هذه الشراكة على تطوير حقول نموذجية، وإرساء شبكة توزيع فعالة، وتنظيم برامج تدريبية موجهة، بهدف ضمان توفر أصناف ملائمة منذ انطلاقة كل موسم فلاحي، بما يساهم في رفع مردودية الفلاحين وتقليص المخاطر التشغيلية.
وفي هذا السياق، نظّمت FOLEA، بشراكة مع شركة لوسيور كريسطال ، مائدة مستديرة تحت عنوان:
“خدمة الأرض: نحو تنمية مستدامة لسلاسل زراعية زيتية مرنة”، وذلك ضمن رواق COMADER بالمعرض.
وقد شارك في هذا اللقاء رفيع المستوى كل من السيد محمد البركة FOLEA -، والسيد عبد الغني نابلوصي – INRA، والسيد Laurent Laskri (لوسيور كريسطال)، والسيد Guénaël Le Guilloux المدير العام لـ Agropol، حيث سلّطت المناقشات الضوء على عدةإجراءات: تحسين توفر البذور من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص، إعادة إطلاق إنتاج منظم ومربح، إنشاء مركز تقني إقليمي للتجارب بدعم من Avril و Agropol، وتعزيز التدريب الميداني.
وفي معرض حديثه خلال اللقاء، صرّح السيد Laurent Laskri، مدير العمليات الزراعية الأولية وعصرالبذور بشركة لوسيور كريسطال ، قائلاً: “شكل هذا اللقاء مناسبة لتجديد التزامنا في مجال المسؤولية المجتمعية. وقد أردنا من خلال مشاركتنا في الاحتفاء بيوم الأرض أن نبرز كيف تتجسد رؤيتنا – خدمة الأرض – في مبادرات ملموسة على الأرض. لقد قدّمنا حصيلة جهودنا في دعم الفلاحين من المنبع، وأبرزنا طبيعة الشراكات التي نعقدها لبناء زراعة أكثر صلابة، وذات أثر إيجابي على المستويين البيئي والاجتماعي.”
وتندرج هذه الدينامية في سياق دورة SIAM التي اختارت شعار: ” الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”، وهي دورة تسلط الضوء على الجهود الجماعية المبذولة للنهوض بسلاسل إنتاج مرنة في وجه التغيرات المناخية. ورغم التحديات المرتبطة بندرة المياه وتقلبات السوق، فإن أسس التحول البنيوي بدأت تتبلور، في إطار مقاربة علمية، تشاركية، ومرتكزة على الاندماج الترابي.