صدى المغرب-من مكناس
الأحد27ابريل2025-13:00
صدر حديثا في الكتاب السنوي المعنون ب” الرقمي أفقا للبحث السوسيولوجي” ضمن سلسلة ربيع العلوم الاجتماعية لشعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط ومركز ابن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة شهر أبريل 2025 مقالة علمية أكاديمية لكل من إدريس الحاتمي الباحث في علم الاجتماع وعلوم التربية، والباحث في التربية والفلسفة والانسانيات الأستاذ الجامعي بالمدرسة العليا للأساتذة عبد الله بربزي، والباحث في علم النفس وعلوم التربية أمين خضراوي.
وحملت المقالة عنوان” تقاطعات التربوي والرقمي: المدرسة المغربية وسؤال التربية على القيم الرقمية “، حيث هدفت هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على ما تقوم به المدرسة المغربية من مجهودات لحماية النشء من المخاطر الرقمية في إطار استراتيجية المغرب الرقمي 2030، ومشاريع وكالة التنمية الرقمية الهادفة إلى إعداد جيل رقمي بمواصفات تجعله مستعدا لمواجهة تحديات ومخاطر العالم الرقمي من خلال دراسة كل المبادرات التي تقوم بها لبلورة التربية على القيم الرقمية. كما تهدف أيضا معرفة آراء وتصورات المدرسات والمدرسين حول هذه المبادرات ومدى أهميتها بالنسبة لأطفال، ومدى تطبيقها من عدمه في المؤسسات التعليمية.
واستخدمت هذه الورقة البحثية المنهج الكمي المتمثل في الاستمارة الموجهة إلى عينة من مدرسات ومدرسي سلكي التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي للوقوف على مدى تطبيق هذه المبادرات بالمؤسسات التعليمية ومدى أهميتها وأوجه قصورها في بلورة التربية على القيم الرقمية بالمدرسة المغربية، حيث بلغ حجم العينة المبحوثة 387 مدرسة ومدرسا ، تصل نسبة المدرسات المستجوبات منها إلى 51%، بينما تصل نسبة المدرسين المستجوبين إلى 49%، ويتوزعون على فئات عمرية مختلفة بين الجيل الرقمي الذي ولد مع ظهور الأنترنت وجيل على مشارف إنهاء مساره المهني، حيث تصل نسبة المدرسات والمدرسين من الجيل الرقمي إلى 38% (ما بين 22 و40 سنة)، و41% للذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 سنة، و 21% للذين تفوق أعمارهم 50 سنة. ويشتغل 69% منهم في المؤسسات التعليمية المتواجدة بالمجال الحضري، و13% في المجال شبه الحضري، بينما تصل نسبة من يشتغلون في المجال القروي إلى 17%. وفيما يخص سلك التدريس، تصل نسبة الذين يشتغلون في سلك التعليم الإبتدائي إلى 43%، و34% بسلك التعليم الثانوي الإعدادي، بينما تصل نسبة الذين يشتغلون في سلك التعليم الثانوي التأهيلي إلى 23%.
وخلصت الدراسة من خلال المعطيات الميدانية المحصل عليها، والمتعلقة بأجرأة التربية على القيم الرقمية بالمؤسسات التعليمية، إلى أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بدلت وتبدل مجهودات واضحة بخصوص هذه الأجرأ ،حيث عملت على إصدار عدد من الوثائق، والمذكرات، والمقررات، والموارد الرقمية الهادفة إلى تقريب المتعلمات والمتعلمين من التكنولوجيا الرقمية، وإكسابهم المهارات الأساسية للاستخدام الناجع والفعال لها منذ حداثة سنهم واستعمالاتها الممكنة والنافعة، وتعليمهم كيفية استغلال المبادئ المكتبية والبحث عن المعلومات، وتحسيسهم بالمخاطر التي يمكن أن تأتي بها التكنولوجيا الرقمية، وتقديم الطرق والسبل المثلى للاستعمال الجيد لها، وشرح مختلف أشكال الجريمة في العالم الافتراضي من قبيل التحرش، والابتزاز، والتنمر، وغيرها من الجرائم الإلكترونية، وتوعيتهم بخطورة هذه الظاهرة.
وأكدت النتائج المتوصل إليها من خلال البحث الميداني أن المجهودات التي تقوم بها المدرسة المغربية غير كافية في هذا الباب المتعلق بالتربية على القيم الرقمية، ولا تعمل بشكل عميق على تعزيز القيم الرقمية لدى كافة المتعلمات والمتعلمين، حيث تقدم الدراسة مجموعة وبناء من التوصيات والمقترحات الآتية:
إدراج مادة التربية الرقمية في السلك الابتدائي، وتخصيص وتكوين مدرسات ومدرسين في هذا التخصص وتعيينهم بالمؤسسات التعليمية مع توفير قاعة الوسائط الرقمية؛
تخصيص كتب مدرسية خاصة بالمعلوميات تتضمن محتويات تلائم المرحلة العمرية للمتعلمات والمتعلمين، ولا تقتصر على الشق التقني فقط، بل تتضمن أيضا مختلف أوجه الاستعمالات والتأثيرات للتكنولوجيا الرقمية حتى تتكون لديهم ثقافة وقيم رقمية؛
إدماج نصوص في مختلف المقررات الدراسية لمختلف المواد والتخصصات في المدرسة المغربية حتى تكون عملية التربية الرقمية عرضانية وأفقية، وتتم من خلال مختلف المداخل التربوية بالمدرسة المغربية؛
إشراك المتعلمات والمتعلمين وإعطاءهم الفرصة لاكتشاف خبايا العالم الرقمي من خلال ورشات تطبيقية، ومسابقات مدرسية، وندوات، وعروض من تقديمهم، حتى يتمكنوا من بناء تصورات، وتمثلات واضحة عن التكنولوجيا الرقمية نابعة من صميم التجربة والمشاركة.