د.نجاة خليل – إختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي والكبد
الاثنين 19 ماي 2025 – 19:52
بمناسبة تخليد العالم لليوم العالمي للامراض الالتهابية المزمنة للامعاء و الذي يصادف 19ماي من كل عام نقدم ورقة تعريفية بالموضوع وكذا طرق العلاج اذ تعتبر الأمراض الإلتهابية المزمنة للأمعاء مجموعة من الأمراض المناعية الذاتية التي تصيب الجهاز الهضمي، وتتميز بحدوث إلتهاب مزمن في جدار الأمعاء ، بشكل متكرر أو مستمر، ويؤثر بشكل أساسي على الأمعاء الدقيقة والغليظة ، وقد يمكنها أن تصيب أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم حتى الشرج .
هذه الأمراض ليست معدية، لكنها مزمنة، وتمر بمراحل الإنتكاس والهدأة.
يوجد نوعان رئيسيان:
-داء الكرون:
-يمكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي, من الفم حتى فتحة الشرج. -يتميز بوجود إلتهاب غير متواصل (وجود مناطق مصابة ومناطق سليمة).
-يصيب كافة طبقات جدار الأمعاء من الطبقة المخاطية إلى المصلية.
-مضاعفاته : الناسور، التضيقات، الخراجات .
إلتهاب القولون التقرحي:
-يصيب فقط القولون والمستقيم.
-يكون الإلتهاب متواصلا ،يبدأ من المستقيم ،ويمتد للأعلى.
-يصيب فقط الطبقة السطحية المخاطية من جدار القولون .
-يسبب نزيفا دمويا من الشرج, وإسهالا مدمى .
-تظهر غالبا هذه الأمراض ,ما بين 15 و 35 سنة، لكنها قد تظهر في أي سن
تعتبر أسباب هذه الأمراض نتيجة لتفاعل معقد بين :
-العوامل الجينية: نظرا لوجود بعض الطفرات الجينية، تزيد من القابلية للإصابة بالمرض، وجود تاريخ عائلي للمرض.
-الخلل المناعي الذاتي: فالجهاز المناعي يهاجم خلايا الأمعاء بشكل خاطئ، نتيجة تحفيز مفرط بسبب بكتيريا أو عوامل بيئية، فينتج الجسم سيتوكينات إلتهابية، تدمر الأنسجة.
-والعوامل البيئية: تأثير النظام الغذائي ،التدخين ،التوتر النفسي، والضغوطات .
من بين الأعراض :
-إسهال مزمن مصحوب بنزيف
-ألم بطني متكرر .
-نزيف شرجي ووجود دم في البراز.
-فقدان الوزن والشهية.
-شعور بالإلحاح للتبرز مع عدم الإفراغ الكامل .
-غازات، إنتفاخ ، إمساك .
أعراض غير هضمية: كآلام المفاصل (إلتهاب محوري أو محيطي )، مشاكل جلدية (كالحمامى العقدية، أو القرحة الجلدية), إلتهاب العين ( إلتهاب القزحية أو الصلبة), إلتهاب القنوات الصفراوية…
يتم التشخيص عبر خطوات متكاملة، تبدأ بالفحص السريري :
-لتحليل الأعراض المزمنة، والتاريخ العائلي.
-البحث عن علامات الهزال ,كتل بطنية.
-الفحوصات المخبرية: تحاليل الدم, تكون مرتفعة أثناء النوبات ،فقر الدم نتيجة نقص الحديد ، أو الإلتهاب المزمن، نقص فيتامين ب 12, نتيجة إصابة اللفائفي.
تحاليل البراز: وإستبعاد وجود طفيليات أو عدوى بكتيرية.
-التنظير الداخلي: تنظير القولون مع أخذ خزعات, لتحديد النمط الإلتهابي بدقة، تنظير الكبسولة في بعض الحالات.
-التصوير المقطعي: لتحديد التضيقات والناسور وتقييم الأمعاء الدقيقة .
-من بين المضاعفات :
-إنسداد الأمعاء ،خاصة الكرون بسبب التليف .
-الناسور والخراجات.
-سوء الإمتصاص ونقص الفيتامينات، فقر الدم .
-زياده خطر الإصابة بسرطان القولون. -هشاشة العظام.
-القصور الكبدي الصفراوي.
-التأثير على الخصوبة.
-فقدان النمو عند الأطفال والمراهقين.
-فيما يخص أهداف العلاج ,فهي تروم تحقيق الهدأة، الوقاية من المضاعفات ، بالإضافة إلى تحسين نوعية وجودة الحياة.
-ويعتمد أساسا على العلاج الدوائي:
-الميسلازين وهي مضادات الإلتهاب. -الكورتيكوسترويدات في الحالات الحادة، لتقليل الإلتهاب بسرعة،مع مراعاة عدم استخدامه على المدى الطويل نظرا للآثار الجانبية.
-أدوية مثبطة للمناعة: للحالات المزمنة، ولمنع الإنتكاسات بعد تحقيق الهدأة.
-أدوية بيولوجية تستهدف مكونات محددة في الجهاز المناعي .
-مضادات حيوية في حالات الخراجات أو الإصابة الثانوية بالبكتيرية.
-الجراحة في الحالات المستعصية أو وجود مضاعفات كالإنسداد ،الناسور، أو النزيف .
-المكملات الغذائية: الحديد لعلاج فقر الدم، فيتامين د، الكالسيوم.
-يتم إختيار الدواء ,حسب نوع المرض, مكان الإصابة في الأمعاء، شدة الأعراض ، و الإستجابة السابقة للعلاج .
ويتم العلاج بإشراف الطبيب المختص فقط، ولا يجب على المريض توقيف العلاج فجأة،وعليه المتابعة المنتظمة، و إعتماد نمط حياة صحي، بإتباع نظام غذائي متوازن، تقليل التوتر، والإقلاع عن التدخين .
تعتبر الأمراض الإلتهابية المزمنة للأمعاء، أمراضا معقدة، تتطلب فهما دقيقا ، تشخيصا مبكرا ،وعلاجا متواصلا ، بهدف السيطرةعلى الأعراض ، منع المضاعفات وتحسين جودة الحياة.