حسن المولوع
الجمعة 30 ماي 2025 – 19:55
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتجه الأنظار، وتتعلّق القلوب كما في كل عام، بلحظات الصفح والرحمة والمصالحة التي تجسّدها هذه المناسبة الدينية الجليلة…
لحظات تتجدد فيها آمال الكثيرين، وتُبعث فيها دعوات من القلب… أن يشمل العفو الملكي السامي أحد أبناء هذا الوطن، النقيب الأستاذ محمد زيان، الرجل الذي وإن اختلفت معه الآراء، يظل رمزا بارزا من رموز الدفاع عن الحريات، وصوتا لا يُنسى في سجل المحاماة المغربية.
لقد كان دائما صوتا مختلفا، حادا حينا، صادما أحيانا، لكنه ظل وفيًّا لقناعته، ولم يتخلّ عن موقفه مهما اشتدت العواصف. واليوم، وبعد أن أثقل كاهله الزمن واشتاقت له أسرته وأحباؤه، وافتقدته قاعات المحاكم التي عرفت حماسه وصلابته… يحق لنا أن نأمل، بل أن نرجو، أن يشمله العفو في لحظة إنسانية سامية، تليق بقيم هذا الوطن وتاريخه.
إن العفو، كما نعلم، ليس علامة ضعف، بل ذروة الحكمة ورمز العظمة. وحين يُمنح لمن وهب عمره لقضايا الوطن بطريقته، تكون رسالته أبعد من الفرد، وأعمق من الظرف.
عيد الأضحى ليس فقط مناسبة دينية، بل هو عيد المحبة والمغفرة، وفرصة لطيّ الصفحات الثقيلة، وفتح نوافذ الأمل من جديد…
نرجو أن يكون هذا العيد صفحة جديدة في حياة النقيب زيان، يعود فيها إلى دفء العائلة، وحنين الوطن، وهدوء الأيام التي تستحق أن تُعاش بكرامة..
اللهم اجعل هذا العيد باب فرج لكل مكلوم، ومفتاح رحمة لكل مهموم، ونسألك أن تشمل بركة العفو من طالت غربتهم خلف القضبان، ممن اشتاقت لهم القلوب قبل العيون.
كلنا أمل… كلنا انتظار… وكلنا ثقة في حكمة العفو حين تلامس القلوب.