عادل بن الحبيب
الاثنين 02 يونيو 2025 – 13:57
في خطوة جديدة تعزز الدينامية الدولية المتسارعة لدعم مغربية الصحراء، أعلنت المملكة المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن، تأييدها الصريح لمخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة المغربية كحل جاد وواقعي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية. هذا الموقف يأتي ليعزز التراكمات التي تحققت بفضل التحركات الاستراتيجية للمملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حيث استطاعت الدبلوماسية المغربية، عبر رؤية متبصرة ومتزنة، أن تبني شبكة دعم متنامية في أوساط القوى المؤثرة إقليمي ودوليا.
تأييد بريطانيا، كما سبقتها إليه الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2020، ثم إسبانيا وفرنسا في السنوات الأخيرة، يؤكد بجلاء أن المجتمع الدولي بات يلتف أكثر فأكثر حول المقترح المغربي، باعتباره أساسا جديا وواقعي لتسوية هذا النزاع الإقليمي المزمن. وقد جاء الموقف البريطاني في بيان مشترك بين وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ، ديفيد لامي، ووزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ليؤكد أن المملكة المتحدة تعتبر مخطط الحكم الذاتي “الأكثر جدية ومصداقية وواقعية” لتسوية هذا الملف.
هذا التحول الكبير في مواقف عدد من القوى الكبرى ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة عمل دبلوماسي متراكم يقوده جلالة الملك محمد السادس بحكمة وبعد نظر، حيث استطاعت الرباط أن تحول النقاش الدولي حول ملف الصحراء من جدلية وهمية و نزاع مفتعل ،إلى واقعية الحل السياسي القائم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ومما زاد من زخم هذا المسار، انخراط عدد من الدول العربية في دعم هذا التوجه، من بينها الإمارات، البحرين، الأردن، السعودية، قطر، وسلطنة عمان، إضافة إلى دعم إفريقي متزايد ترجم في افتتاح أكثر من 30 قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة.
في هذا السياق الدولي الإيجابي، عبر السفير الصيني السابق بالمغرب، لي تشن، عن تقديره للجهود المغربية، معتبرا أن “مقترح الحكم الذاتي يقدم حلا عمليا يحترم السيادة المغربية ويأخذ بعين الاعتبار خصوصية المنطقة”. كما أكد أن “الصين تتابع باهتمام التطورات الجارية وتثمن الاستقرار الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك”، في إشارة ضمنية إلى موقف بكين المتوازن والداعم لحل سياسي واقعي ومتوافق عليه.
ومع هذا الزخم المتواصل، يبدو أن ملف الصحراء المغربية يتجه بثبات نحو التسوية النهائية على أساس الحكم الذاتي، وفق ما أصبح يشبه الإجماع الدولي. وهو ما يضع خصوم الوحدة الترابية في عزلة سياسية متنامية، بعد أن فقدوا أبرز أوراقهم في التأثير على المواقف الدولية.
إن التراكمات المحققة في هذا الملف تؤكد مرة أخرى نجاح الدبلوماسية الملكية في فرض الرؤية المغربية كإطار وحيد وممكن لحل النزاع، بما يخدم السلم الإقليمي ويكرس سيادة المغرب على كامل ترابه الوطني.
وقد خرجت الجزائر، كعادتها، للتعبير عن انزعاجها من هذا التقدم المتسارع لصالح مغربية الصحراء، بعد إعلان المملكة المتحدة دعمها لمخطط الحكم الذاتي، حيث عبرت في بيان رسمي عن “أسفها” لهذا الموقف الجديد. ولم تجد غير تكرار ادعاءاتها القديمة للتقليل من أهمية المبادرة المغربية، رغم أنها تحظى اليوم بدعم دولي متزايد يؤكد واقعا دبلوماسيا جديدا تعيشه القضية، عنوانه الأبرز: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الجدي والواقعي