آخر الأحداث
الابتكار، الثقافة والطبيعة في قلب دينامية سياحية جهوية جديدة أنوار يكتب..انكشاف الوهم... رسائل السلام الخلفية للبوليساريو تميط اللثام عن تحول جيوسياسي في الصحراء... جمعية النور للرياضات بخريبكة تنظم إقصائيات كأس المسيرة الخضراء المظفرة طنجة..اختتام فعاليات النسخة الثالثة من المسابقة الدولية للصيد الرياضي “كوبا ديل إستريتشو 2025” الرباط..توقيع اتفاقية تروم تنفيذ برنامج دعم طلبة الدكتوراه المؤطرين في مجالات الانتقال الطاقي والتنم... الصناعة التقليدية بفاس مكناس..اجتماع تنسيقي لمواصلة جهود التنسيق الجهوي لتنزيل البرامج القطاعية بعشرة لاعبين...النادي المكناسي يحقق فوزا ثمينا على الكوكب المراكشي. خبير قانوني..يُمْنَعُ على الجزائر التصويت على أي قرار يهم نزاع الصحراء، وعلى عمر هلال وناصر بوريطة ت... توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض فاس تحتضن النسخة السابعة من كأس العالم للشركات : إشعاع رياضي دولي بالمغرب.

محيطك يقرر مصيرك… النجاح أو السقوط يبدأ باختيارمن حولك.

هيئة التحرير12 يونيو 2025316 مشاهدة
محيطك يقرر مصيرك… النجاح أو السقوط يبدأ باختيارمن حولك.

عادل بن الحبيب

الخميس 12 يونيو 2025 – 17:24

في كل خطوة نخطوها نحو الأمام، يكون من حولنا جزء لا يتجزأ من تلك المسافة التي نقطعها. لسنا فقط نتأثر بما نفعله، بل بمن نصغي إليهم، نجالسهم، نعمل معهم ونستشيرهم. أن تحيط نفسك بأشخاص على قدر من الكفاءة والنزاهة هو بمثابة صمام أمان، خاصة في مواقع المسؤولية، حيث لا مجال للأخطاء المكلفة ولا وقت لإصلاح التقديرات السيئة. فحين تكون محاطا بالعقلاء، الصادقين، المجتهدين، تكون محاطا بعيون ترى ما لا تراه، وبقلوب لا تخذلك، وبعقول تتدارك الزلات قبل أن تصبح كوارث.

البيئة التي نختارها لأنفسنا لا تقل أهمية عن قراراتنا، بل في كثير من الأحيان تكون هي التي تشكل هذه القرارات. فكثير من المسؤولين، حين سقطوا، لم يكن ذلك دائما بسبب ضعف كفاءتهم، بل لأنهم أحاطوا أنفسهم بمن يزينون لهم كل شيء، أو بمن لا يملكون الشجاعة ليقولوا “أنت على خطأ”. البعض يختار رفاقا يريحونه نفسيا، لا من يدفعونه فكريا. يختار من يشاركه العادات والجمود، لا من يطرح الأسئلة ويزعزع القناعات حين يكون ذلك ضروريا وهنا يبدأ السقوط البطيء.

المفارقة أن بعض الأشخاص، وهم في مواقع القرار، يصرون على إحاطة أنفسهم بأشخاص أقل منهم وعيا أو علما أو حتى صدقا، ظنا منهم أن هذا يمنحهم السيطرة والهيبة. في الحقيقة، هم فقط يبنون بيت عنكبوت ، سرعان ما تطيح به أول موجة حقيقية من التحديات. فالمسؤول الحقيقي، الناجح، لا يخشى يحرج أمام كفاءة صادقة، بل يسعد بها، لأنها تمثل له ضمانة إضافية ضد الانحراف وضد الغرور المهني.

أن تحيط نفسك بمن هم في المستوى، لا يعني فقط اختيار الأذكى، بل اختيار من يملكون رؤية، أخلاقا، وأمانة. هؤلاء هم من يجعلونك أفضل، لا بمجاملتهم، بل بتذكيرك الدائم أنك إنسان، معرض للخطأ، وأنه لا نجاة إلا بمحيط قوي يشدك إلى الأعلى لا يسحبك إلى القاع.

الناجحون لا يختارون من يحيط بهم عشوائيا، بل يدركون جيدا أن من يضعونه إلى جانبهم ليس مجرد شخص، بل هو امتداد لتفكيرهم، ومرآة لقراراتهم، وشريك غير مباشر في نجاحهم أو سقوطهم. أن تحيط نفسك بأشخاص يملكون شخصية قوية، عقلية راقية، وكفاءة حقيقية، ليس ترفا ولا مجاملة، بل هو ضرورة وجودية في عالم لا يرحم الأخطاء. فالتميز لا يصنع في العزلة، بل في بيئة تحفزك، تسائلك، وتدفعك لتكون أفضل نسخة منك. أما السقوط البطيء، فلا يبدأ من قرار كبير خاطئ كما يتوهّم البعض، بل من اللحظة التي اخترت أن تبقي حولك من لا يستحق أن يكونوا معك.