بقلم د.انوار قورية
الخميس 28 غشت 2025 -18:57
يبدو أن قطار التضليل الذي كانت تقوده مجموعة “جبروت المغربية” قد بلغ نهايته، بعدما أعلنت هذه الأخيرة توقفها عن بثّ الأكاذيب والترويج للدعايات المسمومة التي راهنت على استهداف استقرار المملكة المغربية الشريفة، فالمحطة الأخيرة لم تكن نتيجة صحوة ضمير أو مراجعة فكرية أو حتى نقدا ذاتيا، بل كانت ثمرة سقوط الأقنعة وسقوط من كان يمول ويدعم هذا المشروع المأجور من داخل مراكز القرار بالعالم الآخر، ومع اختفاء وإقالة وإعفاء ورحيل بعض المسؤولين الجزائريين الذين كانوا يمدون هذه المجموعة بأوكسجين الدعاية، انتهى الرهان وانطفأت آخر شعلات الوهم، وموازاة مع هذا الانهيار، برز مشهد آخر أكثر دلالة على حجم التصدع داخل مكونات ما يُعرف بـ(ج3)، فمع اختفاء تبون عن الساحة، خرج “جرندو” في فيديو لافت يصف فيه ابن تيون بـ”القوادة”، في إعلان صريح عن انفجار داخلي وطلاق بلا رجعة بين أطراف طالما ادعت التنسيق ووحدة الصف، هنا لم يعد الأمر خلافا ظرفيا، بل طلاق شقاق، بلا نفقة ولا نفاق، يفضح هشاشة البنية التي كانوا يتسترون خلفها…
تفكك هذا الثالوث (جيم الجزائر – جيم جرندو – جيم جبروت المغربية) يعكس حقيقة بديهية، لا يمكن لشرذمة من المغامرين والمرتزقة أن تبني سردية متماسكة أو تحافظ على واجهة موحدة، فما كان يجمعهم لم يكن مشروعا ولا قناعة، بل مجرد مصلحة ظرفية مرتبطة بالتمويل والتحريض، ومع جفاف المنابع تلاشت الادعاءات وتهاوت الخطابات، في المقابل، تظل المملكة المغربية ثابتة على مسارها، لا تهزها عواصف الوهم ولا تشوش عليها أبواق الدعاية، فدولة ضاربة بجذورها في التاريخ لأزيد من اثني عشر قرنا لا يمكن أن تهتز بأراجيف أو تُربك بمؤامرات عابرة ولعل التجربة أثبتت أن الاستقرار لا يُشترى بالدعاية، بل يُبنى على الشرعية التاريخية، تلاحم الشعب، ومؤسسات قوية…
هكذا إذن، تُطوى صفحة “جبروت المغربية” كما تُطوى كل أوراق الخداع حين تنكشف حقيقتها، وتبقى الحقيقة الوحيدة التي لا تحتاج إلى تزييف هي أن المملكة المغربية ماضية في مسارها التنموي بثقة، بينما خصومها يترنحون في محطاتهم الأخيرة، حيث لا يصح إلا الصحيح…