آخر الأحداث

وزير خارجية المغرب يزور الصين: تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

صدى المغرب18 سبتمبر 202525 مشاهدة
وزير خارجية المغرب يزور الصين: تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

صدى المغرب-سعاد ياي شين هوا-من الصين 

الخميس18شتنبر2025-09:21
من 19 إلى 20 سبتمبر 2025، سيزور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الصين بدعوة من وزير الخارجية الصيني وانغ يي. تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. ومن المتوقع أن يلتقي الوزير بوريطة مع قادة الصين لمناقشة العلاقات الثنائية، والتعاون الإقليمي، والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
يعد المغرب من أوائل الدول الإفريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في نوفمبر 1958، ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل مستمر. في مايو 2016، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بزيارة رسمية إلى الصين، حيث تم تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مما فتح فصلًا جديدًا في العلاقات الثنائية. منذ ذلك الحين، تزايدت الاتصالات بين زعيمي البلدين، حيث تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الملك محمد السادس هاتفياً في أغسطس 2020، وفي نوفمبر 2024، توقف الرئيس شي في الدار البيضاء أثناء عودته من زيارته الرسمية للبرازيل، حيث أجرى محادثات ودية مع ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن.
كما كان المغرب أول دولة في شمال إفريقيا توقع مع الصين خطة التعاون ضمن البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”. ومنذ تأسيس الشراكة الاستراتيجية، تعمق التعاون بين البلدين في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة. سياسيًا، يدعم المغرب سياسة “صين واحدة”، ويمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين، ويقف دائمًا إلى جانب الصين في المنظمات متعددة الأطراف، ويسعى مع الصين لبناء نظام دولي أكثر توازنًا وعدلاً.
في الجانب الاقتصادي، كانت الصين الشريك التجاري الثالث للمغرب على مستوى العالم والأول في آسيا لعدة سنوات متتالية. في عام 2024، بلغ إجمالي التجارة بين الصين والمغرب 90.4 مليار دولار أمريكي، حيث بلغت الصادرات الصينية إلى المغرب 77.4 مليار دولار، والواردات من المغرب 13 مليار دولار. وتشمل الصادرات الصينية الملابس والمنسوجات، والإلكترونيات، والمعدات الميكانيكية، والأحذية، والشاي، والمنتجات المعدنية، بينما تشمل الواردات المغربية من الصين المكونات الإلكترونية، والمعادن الخام.
اليوم، أصبح المغرب وجهة ساخنة للاستثمارات الصينية في الخارج، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة وبطاريات السيارات الكهربائية. يقع المغرب في شمال غرب إفريقيا، ويعد نقطة وصل مهمة بين إفريقيا وأوروبا، حيث يتمتع بموارد شاسعة من الشمس والرياح. في السنوات الأخيرة، حقق المغرب تقدمًا كبيرًا في تطوير الطاقة المتجددة، حيث وضع استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة تهدف إلى رفع حصة الطاقة المتجددة في هيكل الطاقة إلى 52% بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، يخطط المغرب ليصبح أحد أكبر منتجي ومصدري الهيدروجين الأخضر في المنطقة بحلول عام 2030، مع هدف أن تمثل إنتاجات الهيدروجين الأخضر 4% من الطلب العالمي، ويستعد لتخصيص مليون هكتار من الأراضي لإنشاء مشاريع الهيدروجين الأخضر. يتماشى هذا مع استراتيجية الشركات الصينية لتسريع تطوير صناعة الهيدروجين، بما في ذلك التعاون بين شركة الصين للطاقة والبناء وشركة أكيجيان السعودية وشركة غايا للطاقة المغربية، التي وقعت في أبريل 2023 مذكرة تفاهم بشأن مشروع الهيدروجين الأخضر في جنوب المغرب.
في المجال الثقافي، وقعت الصين والمغرب في عام 1982 اتفاقية تعاون ثقافي بين الحكومتين، ومنذ ذلك الحين تم توقيع 11 خطة تنفيذية سنوية لهذه الاتفاقية. في السنوات الأخيرة، نظم البلدان العديد من المهرجانات الثقافية والفنية، والحفلات الموسيقية، والندوات، والمعارض الثقافية التي لاقت ترحيبًا واسعًا من شعبي البلدين. علاوة على ذلك، مع بدء تشغيل الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، أصبح المزيد من السياح الصينيين يزورون “حديقة إفريقيا الشمالية” لتجربة الثقافة المغربية المحلية. كما أن العديد من البرامج التلفزيونية الصينية الشهيرة قد صورت مشاهد في المغرب، مما لاقى شعبية كبيرة في الصين. في الوقت نفسه، أصبح تعلم اللغة الصينية والسفر إلى الصين من الاتجاهات الرائجة في المغرب، مما قرب المسافات بين الشعبين وزاد من التفاهم والصداقة الشعبية بينهما.
إن زيارة وزير الخارجية بوريطة إلى الصين لها أهمية كبيرة، حيث ستعطي دفعة جديدة لعلاقات التعاون بين البلدين، وتعزز العلاقات الودية بينهما. ستسهم الزيارة في تعزيز التعاون بين الصين والمغرب في مجالات البنية التحتية والطاقة والتجارة، بالإضافة إلى فتح مجالات جديدة للتعاون في المستقبل. كما تعكس الزيارة التزام الصين بمبدأ التعاون المتبادل المنفعة مع دول إفريقيا، وتعزز الجهود المشتركة لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا. بوجه عام، تمثل زيارة بوريطة إلى الصين مرحلة جديدة في تطور الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث سيسهم تعزيز الثقة السياسية وتوسيع مجالات التعاون في وضع أساس متين لمستقبل التعاون والصداقة بين الصين والمغرب.