محسن الاكرمين
الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 – 18:13
حيرتني الحياة بحدود ارتباك الملل ونحن نعيشها منفصلة عن حقيقة التفكير في علة وجودية الحياة بذاتها المتغيرة، فالخروج من الفردوس الرحب قد يكون أصعب من الدخول إلى جنة خلد الراحة.
حيرتني كل النهايات السعيدة، والتي تتقلد براعة في قصص الخيال حين لم تنته بعد بالحقيقة، ولن تنتهي بمساءلة الواقع. حيرني تفكير العدو المفترض/ الغائب في الزمن والمكان والذي يعرف رؤى المستقبل باستراق من سمع الذكاء الاصطناعي، ويصبح لا يخسر معركة الحاضر مهما كانت حدتها ومدتها !!!
حيرني تفكير الإنسان الفطري والذي ينطلق من النهاية ليفكر في البدايات والتي باتت من الماضي السحيق، إنه بحق يشابه لعبة سقوط الحوت في مياه البحر اللَّجِّ.
حيرني القوم حين يقولون: امض بثقة نحو أحلامك !!! لكن أحلام الكوابيس تُكسر العظام الهشة، وتشتت الاتجاهات وكل علامات التشوير نحو جودة الحياة والسعادة.
حيرتني دموعي حين تتهاوى على الأرض بلا ألم، وتسقي أشواك الماضي التي تستيقظ من غفوتها بالانبات، فتزيد دمعاتي بالفيض وبكاء الاستمطار.
حيرتني الأفراح البهية، والمصطنعة بابتسامات سمجة رقيقة، وقد باتت لا تفرحني وهي تحمل (ماكياجات) التردي، بل أضحت تضايقني وتقض مضجعي، فهل بات تفكري يثقلني.
حيرتني ضائقة نفسي وألمها المسترجع، والذي بات يلازمني من شدة فرطي ونكسي من أن الحياة تعيسة ولا تستوجب المغامرة بالسباحة ضد التيار.
حيرتني تلك القضايا التي تزعجني بالفتنة، وأنا أداوم مشاهدتها بالتأمل والنقد، وكأني أمارس لعبة ببغاء قرصان بحري يردد (آمين) وينعش ذاكرة القسوة.
حيرتني آلامي حين أستكين إلى سماعها وهي تغرد لغة
البؤس والتردي، وألازم مداواتها بمسكنات لحظية فتخبو وتنام، ثم تستيقظ لتنغيص ما بقي يومي وحياتي.
حيرتني الشعور بالبكاء والوجع، وأنا أمام لحظات من المتعة والسعادة، فأدفن رأسي بالغرس الرمزي في التراب لأستعيد ملمحي الأول، وبلا غبار.
حيرتني حياتي كليا حين أصير مكبلا وكسيح الحركة، وبلا أجنحة للفرار من سجنها الطوعي المفتوح الأبواب، لكني أقاوم اليأس بالقتل السلبي، وأنتفض عن واقع يسيطر على مشاعري واحتياجاتي بالهرب نحو المستقبل الخفي.