مكناس-عبد الصمد تاج الدين
الأربعاء05نونبر2025-09:54
شهد مركب الأوقاف بمكناس، صباح يوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، نقاشا تنمويا مفتوحا بين مختلف الفاعلين المحليين خلال اللقاء التشاوري الذي ترأسه السيد عبد الغني الصبار، عامل عمالة مكناس، حول إعداد برنامج التنمية الترابية المندمج للعمالة. وقد تميز اللقاء بتعدد المداخلات التي انصبت على اقتراح حلول عملية للنهوض بالاقتصاد المحلي وتعزيز العدالة المجالية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، ركز عدد من المتدخلين على أهمية إشراك مختلف مكونات المجتمع في بلورة البرنامج، مؤكدين أن التنمية الحقيقية تستلزم مقاربة تشاركية شاملة. فيما دعا الفاعل
الاقتصادي جمال التازي إلى تبني رؤية استثمارية مبتكرة تقوم على إحداث شركات جهوية كبرى للاستثمار برأسمال قوي، تكون قادرة على دعم القطاع الخاص في خلق فرص الشغل وتثمين الموارد المحلية، عبر مقاربة مندمجة تراعي خصوصيات كل مجال اقتصادي ومجالي.
من جهتهم، شدد ممثلو فعاليات المجتمع المدني على أن إشراك الجمعيات المحلية في إعداد هذا البرنامج يشكل ضمانة لنجاحه، باعتبارها الأقرب إلى هموم الساكنة وانتظاراتها، مؤكدين أن التنمية المندمجة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التفاعل بين الدولة والمجتمع.
وفي كلمته الافتتاحية، أوضح السيد عبد الغني الصبار أن هذا اللقاء التشاوري يأتي في إطار التعبئة الجماعية لإعداد برنامج تنموي طموح يعكس انتظارات ساكنة الإقليم، ويستحضر خصوصياته المجالية والاجتماعية، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطابي جلالة الملك محمد السادس بتاريخ 29 يوليوز و10 أكتوبر 2025، واللذين أكدا على ضرورة تبني مقاربة منصفة ومندمجة لتحقيق تنمية متوازنة تشمل مختلف المجالات الحضرية والقروية والجبلية.
ودعا السيد العامل مختلف الفاعلين إلى تقديم مقترحات مكتوبة للجنة الإقليمية المكلفة بإعداد البرنامج، بهدف تجميعها وتصنيفها حسب مجالاتها، قصد صياغة رؤية متكاملة تستجيب لأولويات التنمية المحلية.
أما السيد الكاتب العام لعمالة مكناس، فقد أبرز في مداخلته أن إعداد هذا البرنامج يشكل “فرصة لإعادة ترتيب الأولويات التنموية بالإقليم وإطلاق مشاريع واقعية تستهدف تحسين البنيات التحتية والخدمات الأساسية بما ينعكس إيجابا على جودة حياة المواطنين”. وأضاف أن اللجنة الإقليمية، التي يرأسها السيد العامل، منكبة على معالجة مختلف الإشكالات المطروحة، في تنسيق تام مع اللجان الجهوية والمركزية، انسجاما مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة والجهوية المتقدمة.
واختتم اللقاء بالدعوة إلى مواصلة التشاور والتنسيق بين مختلف الفاعلين الترابيين من أجل صياغة برنامج تنموي شامل وطموح يجعل من مكناس نموذجا في مجال التنمية المندمجة والمستدامة على المستويين الجهوي والوطني.




