عادل بن الحبيب
الخميس 27 نونبر 2025 -13:34
من 24 إلى 27 نوفمبر 2025، استضافت مدينة مراكش الدورة الـ93 للجمعية العامة لـINTERPOL بمشاركة وفود من نحو 196 دولة، في حدث يعد علامة بارزة على صعود المغرب كمنصة أمنية دولية موثوقة. رئاسة الوفد المغربي كانت تحت قيادة عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، الذي ترأس اللقاءات الثنائية مع كبار المسؤولين الأمنيين الدوليين.
وأسفرت هذه المباحثات عن توقيع اتفاقيات تعاون لتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والجريمة السيبرانية والتهريب عبر الحدود. هذا الحضور الرفيع المستوى لم يكن مجرد واجب استضافي، بل تأكيد على فعالية النموذج الأمني المغربي، وعلى الثقة الدولية في قدرة المملكة على قيادة تنسيق عالمي لمواجهة التهديدات العابرة للحدود.
خلال كلمته، أوضح عبد اللطيف حموشي أن المغرب اعتمد استراتيجية أمنية متكاملة تجمع بين حماية المواطنين والحفاظ على حقوق الإنسان، وتستجيب للتحديات الحديثة، بما في ذلك الجرائم الرقمية والإرهاب العابر للحدود. وقد جاء هذا التوجه انسجاما مع الرؤية الملكية لصاحب الجلالة محمد السادس التي ترى في الأمن ركيزة للاستقرار والتنمية، وتستند إلى مقاربة متوازنة تجمع بين الفعالية والشرعية والالتزام بالقانون الدولي.
كما ركز جدول أعمال الجمعية على تعزيز قدرات الشرطة الدولية، وتشجيع التعاون في مكافحة الجريمة السيبرانية، وتفعيل دور النساء في الأجهزة الأمنية، وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة التهريب والاحتيال.
استضافة المغرب لهذا اللقاء يعكس دوره كمركز للتعاون الأمني بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، وتعزز مكانته كنموذج يحتذى به في المنطقة. وتظهر قدرة المملكة على الجمع بين الأمن والاستقرار من جهة، والانفتاح على الشراكات الدولية من جهة أخرى، ما يجعلها شريكا موثوقا لدول العالم في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة.
هذه الدينامية لم تقتصر على الأمن فحسب، بل امتدت لتشمل تعزيز الاقتصاد الوطني، إذ يواصل المغرب جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاعات متعددة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والصناعة، مع توفير بيئة مستقرة وآمنة للأعمال، وهو ما يثبت مكانته على الخارطة الاقتصادية العالمية.
الصورة التي يقدمها اليوم المغرب للعالم ليست مجرد مبالغة، بل انعكاس لجهود المملكة في بناء نموذج شامل يجمع بين الأمن، التنمية الاقتصادية، الاستقرار السياسي، والقدرة على لعب دور محوري في القضايا الدولية.
المغرب اليوم لا ينظر إليه كدولة متلقية، بل كشريك مؤثر قادر على صياغة السياسات الأمنية الدولية، ومساهم فعال في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.
هذه الإنجازات تعكس الرؤية الثاقبة للقيادة الملكية، وتضع المملكة في قلب اهتمام المجتمع الدولي، مؤكدة أن المغرب أصبح قوة صاعدة على المستوى الإقليمي والدولي، تجمع بين القوة الاقتصادية، البعد الأمني، والريادة الدبلوماسية في صياغة أجندة السلام والاستقرار العالمي.




