موسم الزيتون بإقليم تاونات عبق الأرض وصوت الفلاحين

هيئة التحرير5 ديسمبر 202559 مشاهدة
موسم الزيتون بإقليم تاونات عبق الأرض وصوت الفلاحين

 أنيسة الوردي

الجمعة 05 دجنبر 2025 – 22:39

يشكل موسم الزيتون بإقليم تاونات واحدًا من أهم الفصول الفلاحية التي ينتظرها السكان بلهفة كل عام، فهو ليس مجرد حصاد، بل هو حدث اجتماعي واقتصادي وثقافي يربط الإنسان بأرضه ويعيد إليه الشعور بالانتماء والرزق المبارك.
ففي هذا الإقليم المعروف بجغرافيته الجبلية وخصوبة تربته، تعتبر شجرة الزيتون رمزًا للصبر والعطاء. تمتد الحقول على سفوح الجبال والسهول، وتختلط رائحة الزيت الطري بصوت النساء وهن يجمعن الثمار، ورجال يراقبون العمل في مشاهد تحكي تاريخًا عريقًا من الارتباط بالأرض.
ويعد موسم الجني فترة حيوية لأغلب الأسر، إذ تعتمد آلاف العائلات على مردودية الزيتون لتأمين دخل سنوي يساعدها على مواجهة تكاليف الحياة. غير أنّ هذا الموسم لا يخلو من الإكراهات؛ فالبنية التحتية الضعيفة، وغياب المسالك الطرقية في عدد من الدواوير، يجعل نقل المحصول نحو المعاصر أمراً مرهقاً ومكلفاً. كما أن تقلبات الأسعار وبسط بعض السماسرة نفوذهم يجعل الفلاح البسيط هو المتضرر الأول.
ورغم كل هذه التحديات، فإن أهالي تاونات يصرّون كل عام على الاحتفال بزيتونهم كأنه موسم للفرح. ترى في أعينهم بريقًا من الأمل، وفي خطواتهم ثباتًا، وكأنهم يعلنون للعالم أن صمودهم أقوى من قساوة الظروف. فزيت تاونات ليس مجرد منتوج فلاحي، بل هو قصة كفاح، وذاكرة أجيال، وتراث لا يمكن التفريط فيه.
ومع ذلك، يبقى الأمل معقودًا على دعم أكبر للفلاحين، وتطوير طرق الإنتاج، وتحسين البنية التحتية، حتى يستعيد موسم الزيتون مكانته الحقيقية كقاطرة للتنمية المحلية، ويصبح مصدرًا للفخر والازدهار لكل أبناء الإقليم.

هكذا يظل موسم الزيتون في تاونات مناسبة متجددة تروي حكاية أرضٍ لا تخون، وناسٍ يكبر حبهم لها عامًا بعد عام.