شخصيات دبلوماسية تحتفي بالسلام والتعايش في ملتقى سيدي قاسم.

صدى المغرب21 ديسمبر 202553 مشاهدة
شخصيات دبلوماسية تحتفي بالسلام والتعايش في ملتقى سيدي قاسم.

صدى المغرب-سيدي قاسم

الأحد21دجنبر2025-10:43

احتفت مدينة سيدي قاسم، مساء الجمعة 19 دجنبر 2025، بقيم السلام والتعايش الإنساني، من خلال تنظيم النسخة الثالثة من ملتقى السلام للفنون المعاصرة، الذي نظمته مؤسسة رحلة للفنون الحية تحت شعار تعزيز ثقافة السلام، وسط حضور جماهيري وازن، ومشاركة شخصيات دبلوماسية وثقافية وفنية بارزة.
وشهد هذا الموعد الثقافي حضور سفير سلطنة عمان لدى المملكة المغربية، خالد بن سالم بن أحمد بامخالف، والقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى المغرب، محمد ربيع، إلى جانب فنانين ومثقفين وفاعلين مدنيين، في تجسيد رمزي لمكانة الفن كجسر للحوار ونشر قيم التعايش بين الشعوب.
وخلال فعاليات الملتقى، أعلنت الجهة المنظمة عن أسماء الشخصيات المتوجة بـجائزة السلام برسم دورة 2025، تقديرا لإسهاماتها في ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح، ويتعلق الأمر بكل من ماريسا سكوت، القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، ومحمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، وأندريه أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وجمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية.
وأكد عبد اللطيف نحيلة، الرئيس المؤسس لمؤسسة رحلة للفنون الحية وملتقى السلام للفنون المعاصرة، أن دورة هذه السنة تميزت بحلة جديدة، من خلال تنظيمها في صيغة متنقلة عبر عشر مدن مغربية، من بينها الرباط، طنجة، الدار البيضاء، مراكش، الداخلة، العيون، إيموزار كندر والحسيمة، على أن تكون انطلاقتها من مدينة سيدي قاسم، في إطار مقاربة تروم دمقرطة الثقافة ونشر النموذج المغربي في السلام والتعايش والعيش المشترك.
وأوضح المتحدث أن الملتقى لا يقتصر على البعد الفني، بل يقدم برامج ورؤى جديدة، من ضمنها جائزة السلام التي تكرم شخصيات عالمية ساهمت في نشر قيم الحوار وحسن الجوار، باعتبارها ركائز أساسية لبناء مستقبل آمن ومستدام.
ومن جهتها، عبرت ماريسا سكوت، القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، عن اعتزازها بهذا التتويج، من خلال رسالة مصوّرة، أكدت فيها أن موضوع الدورة، المتعلق بالسلام في العالم الرقمي، يلامس تحديات العصر الراهن، في ظل التأثير المتزايد للفضاءات الرقمية على العلاقات بين المجتمعات، مشددة على أهمية المبادرات الثقافية التي توظف هذه الوسائط لتعزيز النقاش البنّاء والتفاعل الإيجابي.
وفي السياق ذاته، أشار عبد اللطيف نحيلة إلى أن الملتقى يتضمن برنامج «طريق السلام والحوار» الموجه أساسا للشباب من جيل Z، إضافة إلى الفئات التي يصعب الوصول إليها، وذلك عبر المنصة الرقمية المبتكرة E-Salam Connect، المرتقب إطلاقها رسميًا في 11 يناير 2026، باعتبارها فضاءً تفاعليًا يجمع بين الإبداع الرقمي والترافع الثقافي، ويهدف إلى ربط الشباب بشبكة دولية تعنى بثقافة السلام والمسؤولية الرقمية.
وفي تصريح بالمناسبة، شدد سفير سلطنة عمان لدى المغرب على الدور المحوري للثقافة والفن في ترسيخ قيم التسامح والحوار، معتبراً أن مثل هذه المبادرات تساهم في توجيه طاقات الشباب نحو البناء والتنمية، وتعكس قناعة الدول التي تجعل السلام خيارا استراتيجيا لحل النزاعات.
من جانبه، نوه القائم بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى المغرب بالوعي المتقدم الذي يتمتع به الشباب المغربي في دعم قضايا السلام والمبادرات الثقافية، مؤكداً أن الفن يشكل أداة فعالة لترسيخ القيم الإنسانية، وأن التجربة المغربية تمثل نموذجًا يُحتذى به على الصعيد الإقليمي.
وتتزامن دورة 2025 مع إطلاق مبادرات نوعية إضافية، تشمل لقاءات فكرية حول الذكاء الاصطناعي، والحقوق الرقمية، والإيكولوجيا، والابتكار المجتمعي، في أفق جعل ملتقى السلام للفنون المعاصرة حدثًا صديقًا للبيئة ومنصة لتعزيز التفاعل الثقافي بين الشباب والمبدعين من مختلف جهات المملكة.
وبذلك، يرسخ ملتقى السلام للفنون المعاصرة مكانة المغرب كفضاء للتسامح والانفتاح، وفاعل مؤثر في الدبلوماسية الثقافية، من خلال توظيف الفن والإبداع كجسر للحوار بين الشعوب وتجسيد نموذج حضاري قائم على السلام والإنسانية والتعايش.