آخر الأحداث

اكتشاف فوهات صدمية لم يسبق لها مثيل على الأرض تدل على تأثير نيزكي هائل سبق الديناصورات

[صدى المغرب]16 فبراير 20226 مشاهدة
اكتشاف فوهات صدمية لم يسبق لها مثيل على الأرض تدل على تأثير نيزكي هائل سبق الديناصورات

وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة Geological Society of America Bulletin، يصف فريق العلماء الألمان والأمريكيين، الذين يدرسون ولاية وايومنغ الأمريكية، حقلا من الفوهات الصدمية الثانوية الصغيرة، والتي يعتقدون أنها تشكلت من مادة طردت من تأثير نيزك أولي أكبر منذ نحو 280 مليون سنة.

وعادة ما تكون الفوهات الصدمية الثانوية شائعة في أجسام صخرية في النظام الشمسي ليس لها غلاف جوي رقيق، مثل القمر والمريخ، ولكنها نادرة في الأجسام ذات الغلاف الجوي السميك مثل الأرض أو الزهرة.

وقال العلماء في الورقة البحثية: “هنا، ولأول مرة، يتم تقديم دليل على إمكانية حدوث فوهة صدمية ثانوية على الأرض”.

واكتشف الفريق 31 فوهة صدمية صغيرة، يتراوح قطرها من 10 إلى 70 مترا في ما يسمونه حقل فوهة تصادم وايومنغ، وهو موقع يمتد على مساحة 40 كيلومترا في 90 كيلومترا جنوب غرب وايومنغ، بالقرب من مدن كاسبر ودوغلاس ولارامي.

كما حددوا أيضا 60 حفرة إضافية محتملة تتطلب مزيدا من الدراسة لتأكيدها.

ووجد فريق العلماء هذه الفوهات القديمة في طبقات رسوبية مكشوفة من العصر البرمي (قبل 280 مليون سنة).

وإجمالا، اكتشفت 208 فوهات فقط على سطح الأرض، وهي حقيقة ينسبها العلماء إلى عوامل التعرية والدفن والعمليات الجيولوجية الأخرى، إلى جانب الكميات الكبيرة من المياه التي تغطي سطح الكوكب.

ويقع تحديد فوهات الصدمات الثانوية من خلال أعماقها الضحلة وأشكالها غير الدائرية، والأنماط الشبيهة بالأشعة التي يمكن أن تتشكل من فوهة بركان أولية، وهي ظاهرة يمكن ملاحظتها بسهولة في فوهة تايكو على القمر.

وتمكن العلماء، خلال هذه الدراسة الحديثة من استخدام مواقع الفوهات الصدمية الثانوية البالغ عددها 31 حفرة لتقدير الموقع المحتمل للفوهة الأولية في مكان ما بين مقاطعتي غوشين ولارامي في وايومنغ، ومقاطعات بانر وشيان وكيمبال في نبراسكا.

وسيكون الموقع الدقيق للفوهة الأولية هو محور العمل المستقبلي لفرق البحث.

واعتمد فريق العلماء المحاكاة الرياضية لنمذجة تشكيل الفوهات الصدمية المكتشفة، وأشاروا إلى أن التأثير الذي تسبب في إحداثها كان أمرا يستحق المشاهدة، حيث ارتطم نيزك يتراوح قطره بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات بالأرض، ما أدى إلى توليد كرة نارية بعرض 120 كيلومترا وتسبب في ندوب المواد الساخنة حتى مسافة 200 كيلومتر. وطُرد الحطام من الفوهة الرئيسية ثم ضرب الأرض مرة أخرى بما يقدر بنحو 700 إلى 1000 متر في الثانية.

وبحسب الورقة البحثية، فإنه لم يكن هناك سوى القليل من أشكال الحياة التي أمكنها مشاهدة الحدث، حيث ظهرت أقدم ديناصورات في أمريكا الشمالية بعد أكثر من 40 مليون سنة، على الرغم من أن الأشجار الصنوبرية قد تكون موجودة واشتعلت فيها النيران أثناء الاصطدام. وكانت أمريكا الشمالية نفسها لا تزال جزءا من شبه القارة العظمى الموحدة بانجيا، ولم تنفصل عن بقايا القارة العملاقة القديمة حتى نحو 60 مليون سنة مضت.

وسرعان ما دُفنت الحفر الناتجة عن الارتطام في الوحل لملايين السنين حتى تشكلت الجبال في غرب الولايات المتحدة من حوالي 80 مليون إلى 35 مليون سنة مضت.

المصدر: إندبندنت