محسن الاكرمين
الجمعة 01 يوليوز 2022 – 21:45
في مدينتي يصدر أنين انحباس حلم المستقبل في زاوية حادة ويبقى عالقا بلا زحزحة. في مدينتي ينحصر التفكير الجماعي في النفعية، ويمكن أن نزكي خلافاتنا بالثمن لا بالعشر. في مدينتي حين تكتب عن التفاهة تلقى المعجبين يوزعون عليك”جيم ” بالعطاء الوفير. في مدينتي لا نستفيق نهارا للترافع، ويمكن أن نصنع الحدث ليلا في الحفر المتدنية، وتلوكه الألسن النتنة.
في مدينتي لا نبحث عن الحاضر، ولا نفتش عن المستقبل، بل نعيش التاريخ بحروف الجر كلها. في مدينتي حياة الحرية يتيمة الكرامة ولا نستفيق لها نهوضا. في مدينتي يسقط حلم الحب، وتبقى بشاعة الحقد والكراهية قائمة. في مدينتي لن تعيش الهذيان من شدة حرارة (السخانة)، بل يمكن أن تعيشه من سوء وضعيتها السياسية والإنسانية. في مدينتي يمكن أن تعايش تاريخ الأصنام، وتدبر حياة عش العنكبوت.
في مدينتي نبتسم للجميع ونبكي خفية، ويمكن أن نختلس النظر من تحت النظارات السميكة دون قراءة المعودتين. في مدينتي يمكن أن تنزل ساحة الحرب الدروس بدون أسلحة فتاكة، ولكن بولاءات الزعامات القائمة، وبسند أولياء الله الصالحين. في مدينتي أفضل هبة من الله أننا نتناسى أحداث يومنا، و نوعية طعامنا عند غروب كل شمس، ثم نخلد لنوم الفائزين. في مدينتي نعمة النسيان أضحت تبدع لنا برنامج عمل للتخلي عن أفق الحاضر و حلم المستقبل.
هي مكناس مدينتي ….
.