صدى المغرب – محسن الاكرمين
الخميس 14 يوليوز 2022 – 19:40
من عجائب الدنيا الجديدة، أن يحضر رئيس الحكومة إلى مدينة مكناس ليلا لأجل عقد قران الصلح بين فصائل حزبه المتناحرين، وتقريب وجهات الخلاف بشق تمرة. من المؤسف المحزن على المدينة أن رئيس الحكومة حضر، وأبقى وجهة سيارته باتجاه الطريق السيار لقضاء مهمة (الخيط الأبيض) وانتهى المقام به بمكناس. من حظ مكناس (المنحوس)، أن رئيس الحكومة دخل المدينة دون أن يكلف نفسه بإجراء لقاء مع المسؤولين عن الشأن العام الترابي، ليبحث عن السبل الكفيلة بضخ المال العام وتحصيل التنمية بالمدينة. لنجد مخرجا مشرفا لرئيس حكومتنا بمكناس ونقول: هذه المرة دخل بغاية الصلح، وخرج مطمئنا آمنا على توزيع رقعة اللعب السياسي بين الأشقاء الأعداء !!! فلا خوف على كوادر الحزب بالمدينة !!!
ففي ظاهرة غير متوقعة تم تحميل شهر يوليوز دورتين الأولى بتاريخ (5يوليوز)، تم خلالها تسجيل غياب رئيس المجلس، وتسريع سحب الثقة منه بالأغلبية. فيما الدورة الثانية والتي ستنعقد الجمعة 15 يوليوز 2022 في جلستين – بقاعة المؤتمرات القصر البلدي حمرية، وتتضمن (08) نقط ، و(07) أسئلة كتابية.
مسرحية الكوميديا السوداء مرت أمام مسامع الجميع والسلطات الترابية، وتم توثيقها ضمن محضر الدورة (سحب الثقة من الرئيس) !!! إلى هنا كل الأمور عادية، لكن في دورة ( 15 يوليوز) فهي تنطلق بملخص عن أشغال الدورة السابقة !!! من هنا نتساءل: هل سحب الثقة من الرئيس شكلي أم قانوني يلزم الجميع؟ هل سحب الثقة له مرجعيات قانونية وأدبية لتدبير عودة الرئيس إلى منصبه؟ هل يحتاج المجلس إلى نقطة فريدة تتصدر الدورة، وتتضمن آليات إرجاع الثقة في الرئيس؟. وستبدي لنا الأيام ما نجهله في الشق القانوني، والمجلس يضم خبرة قانونية موثوق بها.
فحتى إن كان (سحب الثقة شكليا) فلا بد من تجديد (عقدة) الثقة مرة ثانية بالرئيس، وإلا فكل قرارات المجلس تعتبر معيبة من جانب المقاصد التنظيمية والأدبية. فلا يعقل أن يسير المجلس رئيس سُحبت منه الثقة بالأغلبية في دورة علنية !!! ويتم الصمت عن تزكيته مرة ثانية !!! فلا يعقل أن تغيب الشفافية ومكاشفة الساكنة، وكأن شيئا لم يكن (رحل الرئيس/ عاد الرئيس)، ولكن لا بد أن تكون الدورة للفضح والفصح بما كان في الخلفية غائبا عنَّا !!! فلا يعقل أن يستمر اشتغال المجلس (بهذه المأساة).
الصلح الذي أشرف عليه رئيس الحكومة شأن حزبي داخلي، لكن بمدينة مكناس هنالك مطالب بصلح يحضر فيه كل موثقي المدينة وعدولها للتوقيع بالعطف على الصلح والإشهاد. تحضر فيه السلطات الترابية بتنبيهات مقروءة ودالة (خليونا من سحور الدراري وصيامهم) و (زيروا معنا الحبل). دورة يحضر فيها اعتذار الرئيس عن فعل التواصل الفعال الغائب، وعن انعدام الثقة المتدنية في الفرقاء السياسيين المكونين للمجلس (خاصة بعد موقعة سحب الثقة). دورة يحضر فيها الصلح بلا عناق مادامت (كورونا) قد تحرك مسطح الموجة الجديدة، يحضر التصالح الفعلي والعلني بلا تصفيقات، بل بقرارات واضحة إخبارية وتعاقدية داخل مكونات المجلس و(بلاغ إخباري) للساكنة.
حين تصفحت نقط الدورة وجدتها غير ذي جدوى وجاذبية لمدينة مكناس التنموية أو أولويات القرب. وجدتها من بين الحيل الذكية التي تدار به المدينة، فبعد خلخلة منصب الرئيس بسحب الثقة الشكلي منه، سيتم توجيه نقاط نظام لأجل (دفنا الماضي) وفتح صفحة جديدة مع الرئيس. وهذا الأخير سيخفف من نبرة صوته، ومن حركات يديه التي تضرب على مكتب الدورة!!! دورة إبراز قوة صقور السياسة الاحترافية بمكناس، تجاه الهواية (الشتات). دورة نهائية قبل العطلة الصيفية، كمباراة السد للرئيس والتي ستقلم من تنطعه، وإخضاعه للأمر الواقع بالمدينة.