صدى المغرب – نورالدين غنبوري
الاثنين 05 شتنبر 2022 – 15:28
عاشت ساكنة الجماعة الترابية سيدي علال المصدر بإقليم الخميسات والجماعات المجاورة لها على مدى ثلاثة أيام إنطلاقا من 04/03/02 شتنبر 2022، على إيقاعات فعاليات وإحتفالات شعبية منقوشة بفنون “التبوريدة” التقليدية إحياء لهذه التظاهرة الثقافية الفنية والرياضية الرامية إلى حماية وصيانة الموروث الثقافي المغربي المتمثل في الإهتمام بالتبوريدة وإعادة الإعتبار لتراث الفرس والفروسية، التي تعد إحدى مكونات الهوية والحضارة المغربية الأصيلة، الموسم السنوي سيدي علال المصدر الذي نظمته جماعة سيدي علال المصدر.
عرفت نسخة هذه السنة من الموسم السنوي سيدي علال المصدر مشاركة أزيد من 35 سربة تنتمي إلى الجماعات المجاورة لجماعة سيدي علال المصدر المعروفة بتربية الخيول المحلية، يجمعها شغف ركوب الخيل والمحافظة على هذا الموروث الثقافي الفني الأصيل الذي أصبح تقليدا بعدما أوشك فن الفروسية التقليدية على الإنقراض بفعل عوامل ظاهرية كالجفاف وغلاء العلف والعصرنة والتطور التكنولوجي، وعرف موسم هذه السنة حضور جماهير غفيرة وتوافد زوار بشكل مكثف من مختلف الجماعات المجاورة لجماعة سيدي علال المصدر وإقليم الخميسات بالخصوص وكذلك من بعض المدن المجاورة مثل الخميسات تيفلت الرباط سلا القنيطرة تمارة.
أما عن الخيول المشاركة فقد وصل عددها حوالي 500 فرس، وتضمن الموسم رواقات موازية لميدان سباق الخيول اشتملت على رواقات خاصة بفن الهيت ورواقات أخرى للموروث الثقافي الفني المتمثل في الأهازيج الشعبية والفلكلور الشعبي، كم إستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة، واستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية من فن أحيدوس.
و تابعت جماهير غفيرة متعطشة لمثل هذه التظاهرات فعاليات الموسم السنوي سيدي علال المصدر، وهي تجمع بين الفرجة والحماس والتشجيع التلقائي، وهو أمر تؤكده نسبة الحضور المرتفعة وكذا حضور بعض من أفراد الجالية المغربية بالخارج و عدد من الضيوف و الزوار من خارج جماعة سيدي علال المصدر.
و سهر مجلس جماعة سيدي علال والذي يرأسه الرئيس الشاب أمين حموت على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية واللتنظيمية لإنجاح الموسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة سيدي علال المصدر 3 سيارات إسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا الموسم.
و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة “صدى المغرب” فقد شهد الموسم السنوي سيدي علال المصدر رقما قياسيا من حيث الزوار و هواة الخيل من كل مناطق الإقليم، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضا الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم الموسم بحسن التنظيم، حيث سهرت جماعة سيدي علال المصدر على توفير الظروف المناسبة وذلك برش أرضية ملعب التبوريدة بالماء بإستعمال 3 شاحنات صهريجية لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة، كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام.
والهدف من تنظيم هذا الموسم السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من التحام ساكنة جماعة أيت ميمون بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، ولقد إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات خطفت الأضواء مؤخراً على الصعيد الإقليمي وكذلك فن أحيدوس.
وفي حديث خص به رئيس جماعة سيدي علال المصدر جريدة “صدى المغرب”، رحب الشاب أمين حموت، بجميع زوار الموسم الذين جاؤوا لإحياء التراث والمشاركة في هذا الإحتفال، وقال أن المجلس جند كل إمكانياته لإنجاح الوسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي واعوان السلطة، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح مهرجان التبوريدة والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.
وأبرز أمين حموت أن الموسم السنوي سيدي علال المصدر التبوريدة بالجماعة الترابية سيدي علال المصدر يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى.
بدوره وفي تصريح خص به جريدة “صدى المغرب”، أكد السيد الحسين باعلا النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لسيدي علال المصدر، أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، مبرزا أهمية هذا الحدث الفني الذي عرف مشاركة فرسان يمثلون مختلف قبائل إقليم الخميسات، وكذا من الجالية المقيمة بالخارج الذين أصروا على المشاركة في الموسم الذي يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مشيدا بالجهود التي بذلها كافة القائمين على هذا الموسم لإنجاح مختلف فعالياته، مبرزا أهمية هذه التظاهرة التي توفر فرصة لتحقيق التواصل الإجتماعي من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية المحلية وكذا الوطنية.
وأكد الحسين باعلا في هذا الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.