مراد احتي: مراد احتي باحث في القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض.
الاثنين 07 نونبر 2022 – 22:00
قال الباحث في القانون العام والعلوم السياسية ذ. مراد احتي في تصريح لجريدة صدى المغرب أنه لطالما شكلت الخطب الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خطبا في غاية الأهمية، على اعتبار أنها تشكل مصدرا للسياسات العمومية المستقبلية على المستوى الداخلي والخارجي، ونظرا لكونها تتضمن رسائل قوية تعبر عن الأجندة السياسية للمملكة المغربية.
بيد أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة يتجاوز المألوف لكونه يشكل خطابا مؤسسا لتوجه جديد في طريقة تعامل السياسة الخارجية بكل ما يتعلق بملف الصحراء المغربية، حيث يعتمد هذا الخطاب مقاربة جديدة قائمة على منظور متكامل يجمع بين السياسي والاقتصادي.
يواصل الباحث احتي في تصريحه، إن صاحب الجلالة أكد أن بشكل صريح لأعداء الوحدة الترابية أن تحرير الأراضي الصحراوية تم من قبل المغاربة منذ المسيرة الخضراء، وأن مغرب اليوم تحت القيادة الملكية يواصل نوعا آخر من المسيرات الرامية إلى تكريم المواطن المغربي وخصوصا المواطن الذي يعيش في الاقاليم الجنوبية، وذلك من خلال تفعيل نموذج تنموي خاص بأقاليم الجنوب يتجاوز في تكلفته 77 مليار درهم. وأجرأة مجموعة من الأوراش التنمية الضخمة مثل ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع بين تزنيت والداخلة وتطوير الاراضي فلاحيا بمساحة تصل إلى 6 الاف هكتار…
ووضح المحلل السياسي الأكاديمي مراد احتي أن عرض صاحب الجلالة للأوراش التنموية الضخمة التي تشهدها منطقة الصحراء المغربية، يبين أنه في الوقت الذي يستمر قصر المرادية في نشر دعاية البوليزاريو دبلوماسيا وإعلاميا ونشر أكذوبة مستهلكة انتهت صلاحيتها، يواصل المغرب ممارسة سيادته على الاراضي الصحراوية، بل أنه يجعلها اليوم قطبا اقتصاديا واستثمارها هائلا سيصبح له بعد دولي لا محالة لتصبح منطقة الصحراء المغربية مشهورة بجاذبيتها الاقتصادية على المستوى العالمي، بل أكثر من ذلك إن العاهل المغربي يريد جعلها الصلة الرئيسية بين القارة السمراء وأوربا.
وختم الباحث في القانون العام والعلوم السياسية ذ. مراد احتي قائلا إن الخطاب الملكي السامي يعلن رسميا نهاية أكذوبة مرتزقة البوليزاريو، فمغرب اليوم كما هو واضح من الخطاب السامي يتصرف في الصحراء المغربية مثلها مثل كافة مجالات المملكة دون أي إشكال، بل ويتطلع لجعلها رائدة اقتصاديا على المستوى الإقليمي والافريقي، في الوقت الذي يجب على نظام العسكر الجزائري أن يعيد النظر في سياسته الخارجية ويكف عن تبدير أموال الشعب الجزائري في ملف وهمي لا أساس له.
فالعالم يشهد انهزام قصر المرادية وفوز الدبلوماسية الملكية المغربية، وقد آن الأوان لتتخلى الجزائر عن دعم عصابة البوليزاريو وتتقبل الواقع الذي يفرض نفسه بتأييد من الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن أو عن طريق جامعة الدول العربية وإفريقيا عامة وهو أن الصحراء في مغربها والمغرب في صحراءه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.