صدى المغرب – محسن الأكرمين.
الجمعة 14 ابريل 2023 – 19:41
قد تكون جميع أحياء مكناس الهامشية وحتى الرئيس ليست بخير، وتعيش في أزمات هيكلية وتنظيمية مريعة، نتيجة سوء التدبير(في الماضي والحاضر)، ولما حتى الإهمال التام من قبل رؤية مجلس جماعة مكناس. المدينة تعرف تراكمات هائلة من المشاكل، التي تبقى عالقة بدون حلول نهائية. والمُنْطَلقُ النموذجي من حي الزيتون الذي أصبح من الأحياء التي تتشكل الفوضى بعينها به. فقد يكون حي الزيتون نموذجا طيعا من حيث احتلال الملك العام بلا استثناءات (المقاهي/ المطاعم/ الدكاكين…)، ومن خلال تلك الأسواق العشوائية (في كل أزقة الحي)، ومجموع الباعة المتجولين بلا حدود.
غير ما مرة نَبهنَا إلى أن حي الزيتون، بات يفتقد جماليته الماضية، ويخطو بتراجع نحو حياة البداوة، واستنبات براريك بكل المفترقات (الجبابرة)، وانتشار الفراشة الدائمين، وكذا احتلال الطريق (شارع كراوة) من طرف الكراريس. باتت الفوضى عارمة بالحي وتتسع، والملك العام أصبح مستباحا بالاحتلال ووضع اليد المطلقة عليه (السيبة) ، حتى أن الأمن الوطني أخيرا ألقى القبض على شباب يمارسون (الزطاطة) بالحي !! إنه المآل الأسوأ لحي كان يضرب به المثل في المنتزهات، وسواقي ماء (لحلو) وصفاء سريرة ساكنة في التعايش المتكامل.
من عجيب الصدف (المضحكة) والمفضية إلى البكاء، حين حضر وزير الصحة والحماية الاجتماعية رفقة وفد إلى مكناس لتدشين الإصلاحات التجديدية التي أمر بها الملك نصره الله بمستوصف القرب (الجبابرة)، حينها تم تنظيف جوانب مسجد (الهدى) من كل الباعة الجائلين، ومن تلك الخيمة المستنيرة ليلا بالإنارة، وتم استنبات المدارة بالغراسة المليحة، هي إذا (الكاميرا) كانت (شاعلة)، وفي الصبح عادت (حليمة لعادتها القديمة)، وعادت الخيمة آمنة سالمة !!
هي إكراهات تنطعية وفوضوية بحي الزيتون، وبجميع أحياء المدينة التي تتاشبه من حيث السوء، واستفحال أزمات غياب الإنارة، وكثرة الحفر في الطرقات (باب اكبيش). ولكن حي الزيتون يزيد حدة، في غياب المرافق الرياضية، والمراكز الثقافية. في غياب أسواق القرب، وأشكال تنظيم الحي بشكل حضاري لا عشوائي، في غياب مستوصف (مركب صحي صغير) يحتضن ليلا الإسعافات الأولية (المستعجلات)، و دوام سيارة الإسعاف، وجناح خاص بالولادة.
ورغم الإكراهات ومطالب التحديث والتغيير، يتحرك قدماء لاعبي ملعب (جبالة)، على إحياء دوري الأحياء الرمضاني الذي كان في الماضي القريب يستقطب جمهورا متنوعا، لكن ملعب (تيرة) جبالة لازالت مهمشة من قبل مجلس جماعة مكناس، الذي لا يُسوقُ للحي أهمية ولو بالحد الأدنى. فرغم قرار نزع الملكية وتقييده في السجل العقاري بالمحافظة، والتنصيص عليه في برنامج عمل الجماعة (المغيب)، فإن التفعيل الإجرائي لازال مستكينا في خضم المناوشات الداخلية في مجلس المدينة، و(السابوتاج) الانتقامي.
أهمية هيكلة حي الزيتون مسؤولية عالقة بالقرب من مهام مجلس جماعة مكناس، أهمية نفض ما علق بالحي من تشويهات يقتضي استحضار الحكامة وتطبيق القانون والسلطة الواقفة.