قال الممثل الهاشمي بنعمرو: “أذكر أنه حين كان عمري 15 سنة، تقريبا، كانت فرق الهواة قليلة ومحدودة في المدينة القديمة التي تجمع كل المستويات، وكانت المسارح في الدور العتيقة وفي سرية تامة بسبب الاستعمار، وبالتالي لا يمكن الحديث حينها عن الاحتراف في انتظار الاستقلال”.
واستعرض بنعمرو، خلال مشاركته في برنامج “FBM – مواجهة بلال مرميد” الذي تبثه “ميدي1 تيفي”، مجموعة من المحطات التاريخية في حياته الفنية خلال سنوات الاستعمار والأعوام الأولى من الاستقلال، مشيرا إلى أن “بعض الأعمال التلفزية قديما تطلبت من الممثلين إحضار الديكورات من منازلهم بسبب ضعف الجانب التقني والتجهيزات”.
وتابع بنعمرو قائلا: “قبل الحديث عن الإخراج الإذاعي لا بد من التركيز على النص الإذاعي الذي لا يشبه باقي النصوص المسرحية الأخرى، إضافة إلى أن العمل حينها كان يتم بشكل مباشر ويتطلب نباهة الممثل القادر على إنقاذ الموقف في بعض حالات الارتجال تفاديا للوقوع في حوارات غير مناسبة”.
وأضاف “حين أشارك في عمل ما أتلقى كل الاحترام، وألتقي بشبان في المستوى، ويعيشون الفورة التي تتطلب توفير الظروف الجيدة للعمل، ولو أن المجال يعرف حالة من الفوضى الناتجة عن اختلاط الحابل بالنابل”، مستنكرا “تواجد الأسماء نفسها في أعمال فنية مختلفة في الليلة ذاتها والشهر نفسه”.
وفي جوابه عن سؤال حول علاقته الراهنة بفرقة المسرح الوطني محمد الخامس، قال بنعمرو إن “ظروف التمثيل في المغرب تغيرت في الوقت الراهن، ولم يعد بالإمكان الاشتغال ضمن فرقة، بسبب استحالة التزام مجموعة من الفنانين طيلة مدة التمارين والجولات”.
وعن سبب غيابه عن الأعمال الدرامية، أوضح ضيف بلال مرميد أن الأمر مرتبط بالتربية التي تختلف بين الأشخاص، مشيرا إلى أنه حين يعيش المرء على مبادئ معينة يصعب عليه الانصهار الكلي في بيئات جديدة، لذلك يبقى الحل هو التراجع قليلا إلى الوراء. وأضاف أنه يتلقى نصوصا بين الفينة والأخرى، لكنه لا يجد فيها ما يستحق المشاركة.
وبعد أن نبه إلى أهمية وضرورة “المشاركة الجدية” في الأعمال الفنية، قال بنعمرو إنه أجرى قطيعة مع التمثيل بدعوى غياب المستقبل الواضح، لذلك اتجه نحو الإذاعة باعتبارها متنفسا له، لكن ذلك لم يمنعه من القيام ببعض الومضات في السينما.