خالد المسعودي – من مكناس
الثلاثاء20يونيو2023-13:26
عمر ياسين هو واحد من الشخصيات التي تمكنت من تحقيق نجاح باهر على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي مر بها في طفولته.
وعلى الرغم من أنه لم يتمم الدراسة، إلا أنه قال أن التجربة نفعها أكبر من المال والدراسة ليست كل شيء، إلا أنه لا يمكن أهميتها ولا ينكر أنها مفيدة جدا وتساعد على تقصير الطريق، إلا أنه أضاف في النهاية أن التجارب هي شيء أساسي ضروري ومهم يساعد على النجاح بجانب الدراسة.
قال أيضا أنه يهوى القراءة وقرأ العديد من الكتب في مجال المقاولات، حتى أنه تحدث وقال أن زوجته تمزح معه دائما لأنه يقضي وقتا كثيرا في السرير وهو يقرأ الكتب عن تجارب الأشخاص الناجحين الآخرين وكان يقوم بالاستفادة منها وتدوين النقاط الرئيسية التي يمكن أن تفيده، وكان يقرأ الكثير من الكتب في العموم.
وعندما تم سؤاله عن الطريقة التي جعلته يدخل عالم المقاولة، فقال إنه في البداية خاض مجموعة في تجارب التي تخص العمل لكي يتعرف على السوق، ومن ثم قام بتنمية موهبته في مقاولة الطرقات من خلال تجارب متعددة حتى تمكن من أن يؤمن رأس مال، وبعد ذلك وبعد الخسارة وبعد الفشل أكثر من مرة تمكن في النهاية من البدء في تحقيق النجاح.
حيث أضاف وقال أنه في سنة 2017 تمكن من تأسيس شركة لتأهيل وإنجاز الطرقات، بعدما اكتسب خبرة في ذلك المجال وقد نجحت التجربة وقرر أن يقوم بتوسيع نشاطاته وأسس مقاولة غير بعيدة عن ذلك المجال، مثل بعض المقاولات الأخرى التي تخص كراء وسائل النقل.
يقدم عمر ياسين، الذي يبلغ بالكاد 31 سنة من العمر، من خلال قصته، درسا عجيبا في الحياة. حيث يجسد هذا المقاول المغربي الشاب، الذي يرتحل بين ربوع المملكة، عمر ياسين يعتبر نموذجا بليغا لنظرائه الذين يُعدُّ البدء من نقطة الصفر بالنسبة لهم ليس سوى تحد من بين تحديات كثيرة.
فمن خلال مساره التربوي والمهني، يقدم عمر نفسه كنموذج لشباب متحمسين ومصممين على تخطي الحواجز ومواجهة التحديات مهما كانت للمضي حتى نهاية… الحلم.
فعندما كان طفلا، ظل يرافق والده بعد ذلك بدأ مساره. وبالنسبة لطفل في مثل وضعيته، كان من غير المتصور الحصول على مسار دراسي ناجح. ومع ذلك، فقد أدرك كيف يشق مسارا على درب مليء بصعوبات شتى والعديد من المطبات.
ولم يكن مثله الأعلى في كفاحه المستميت سعيا إلى حياة مثالية سوى… أبيه.
وقال في حديث ل”صدى المغرب”، “استفدت كثيرا من والدي الذي كان دعمي وسندي منذ طفولتي”، وذات يوم، يقول عمر ياسين، بنبرة ملؤها الحماس، شجعه والده على إنشاء مقاولته الخاصة، وكان أول درهم يتحصل عليه هو “المحفز الأول الذي أذكى اهتمامه بعالم المقاولة”.
وأوضح المقاول الشاب، أن الأيام توالت ومعها السنوات، “لأصبح في سن الرابعة والعشرين، مستقلا ماديا”.
وبعد وضع مقاولته في السكة الصحيحة، شد الرحال إلى عدد من الدول الأوروبية، وفيها بدأت تختمر في ذهنه على نحو جدي فكرة الانطلاق في عالم المقاولة الشاسع، وهي الرغبة التي أصبحت شغفا مع مرور السنوات.
وأضاف عمر أنه إذا كان مشروعه يحظى الآن بشعبية، فإن إطلاقه لم يخلو من الصعوبات، مشيرا قبل كل شيء إلى الولوج للتمويل، وإلى محفظة الزبناء من أجل التموقع في السوق الوطنية.
وبدافع نفس الشغف الذي غمره عند الانطلاقة، انكب على تطوير مقاولته. ولهذه الغاية، أحاط نفسه بكفاءات مغربية ذات تأهيل عال لبلورة مشروعه.
وحسب عمر، فإن المغرب يعد سوقا واعدا للغاية بالنسبة للمقاولات الناشئة الراغبة بالاستثمار في مجال إنجاز الطرقات، على عكس البلدان الأوروبية حيث السوق على وشك الإشباع.
ويقول المقاول الشاب “ينبغي أن تكون لديك فقط الفكرة والشغف والإرادة للمضي قدما”، معددا الحوافز الكثيرة التي تمنح للشباب في المغرب، والتي تتيح لهم إمكانية تطوير مشاريعهم.
وقال “سأظل دوما أفكر بالقيام بشيء ما في بلدي لربما سأعيد القليل إلى بلد أعطاني الكثير. ربما هذه هي طريقتي لتكريم والدي، الذي علمني في وقت مبكر جدا شغف الإعتماد على نفسي!”.