آخر الأحداث

مسخرة بيلماون وافق احياء الموروث لمجد فني ،ينهض بالدوق العام المغربي وهوية شخصيته ..

نور الدين البريرشي12 يوليو 20236 مشاهدة
مسخرة بيلماون وافق احياء الموروث لمجد فني ،ينهض بالدوق العام المغربي وهوية شخصيته ..

بقلم -ابراهيم توفيق

الأربعاء12يوليوز2023-22:37

انخرط هذا العام الكثير في طقس بيلماون بأشكال فيها من المتحول مجموعة من الاضافات الغير المؤلوفة في القرى السوسية ،وجسدوها ككرنفالات منقولة لنمط الكرنفالات العالمية الايرانية والامريكية اللاثنية والجنوب الصحراء الافريقية فيها عناصر الجدة في الألبسة والأقنعة وتنظيمها ،دون ان نسائل الظاهرة الثقافية المغربية وعناصرها الشمولية في تفسير هوية المغاربة وثقافتهم وشخصيتهم ،وابراز حدود المغربي وتماسه وتماهيه مع العالم وتأثيراته بفعل جادبيتها من الاثارة الاعلامية وخصوصا الاليكثرونية ،ودور الموضة الثقافية المعولمة في انتاج نمط من الثقافة المرتبطة به ؟؟والمقصود في طرحنا للموضوع لا يبتغي اتباث الأحقية او نفيها بحكم ينطلي على العديد من التوجهات من المؤثرين الاليكثرونين بحسابات تحركها امزجة انتمائية وايديولوجية تتصارع في عمق المجتمع المغربي مدججة بهجومات ودفاعات صراعية تجد منفدا لها في بوابة ما تتيحه العولمة من تقنيات تيكنولوجية وتواصلية تفوق مستوى المجتمع التقليدي ،تصدير الهواجس وصياغته بما يناسب موجة الموضة المستهوية للجيل الراهن من الشباب والمراهقين ؟؟!
استطيع الجزم في ان سيادة السطحية والتفاهة هي الغازية للعقول المستقبلة والمعاقة في الفهم وبلورة تصورات في اتجاه الانفتاح نحو التراث والموروث المادي واللامادي ،مما يقولب طقس بيلماون في حدث يثير من السلوك والمظاهر اللاشعورية ،وبدون جدوى في تحيين هذا الطقس الى وظيفة اجتماعية مدروسة بمقاربات تنهل اولا من مغزاها بالفهم ،لغاية التدبير المؤسساتي له كرمزية وذاكرة وهوية وشخصية ومحكمات تمتح من مستوى الفنون الطقسية وادبياتها وتحويرها بدراسة وبحث مقنن ومدروس حتى يصير منتوجا ثقافيا ذي فائدة في الدوق العام ..
من هذا الطقس المغربي الامازيغي الشمال الافريقي الذي ينتشر في بلدان عدة من جزر الكناري الى المغرب ومناطق اخرى ظهرت دراسات انتروبولوجية واثنوغرافية حول طقس بيلماون التي سبق اليها كل من ويستر مارك الباحث الفيلندي الى الانثروبولوجيا الاستعمارية ادمون دوتي و اميل لاوست المتبعة للمنهج الفيزيري التطوري المبني على ثلاتية التطور من السحر الى الدين الى العلم ،لتقديم تفسيرات تجزيئية تعيد الظاهرة الى بعدها الايديولوجي الاستعماري للفصل بين العرب والامازيغ والشرع والعرف والمخزن والسيبا ،ومن اعتبار ادمون دوتي يتبع خطوات استاذه اميل لاوست حول ما يطلق عليه موت وبعث الاله التي تحتفل بالسنة المنصرمة والتي تجسدها المساخر ضمت اليها الممارسات الجديدة التي ادخلتها الديانات الجديدة المسيحية وما بعد الاسلام ،وكون الانثروبولوجي هو دائما مسيحي وبين المستعمر اضافة الى عدم معرفة باللغة المحلية والاستعانة بالمخبرين وسوء التأويل والاسقاط المجحف مما يؤثر على صدقية هذه الخلاصات حول المجتمع المغربي .هذه المادة اخلت بتصور المغاربة المعاصرين في تعميق رؤية وسلوك يبتعد من الهوية ومنابعها المتعددة من خلال طقس بيلماون اذا اخدنا بالبعد البنيوي الشمولي في مقاربته ،بحيث ان الفعل الطقوسي للمسخرة يتم وفق وقفات يجري لها الاعداد لفترة طويلة في مكان يسمى تاخربيشت في المناطق السوسية سماها عبد الله الحمودي الحزمة الأولى ،الفعل في الكواليس ،الذي يبدأ بدخول الشباب الى تخربيشت حيت الاستعداد ،
باقي الشخصيات المرافقة له تتكون من النسيج الثقافي والمجتمعي للمغرب تتكون من ممثلين اربعة يمثلون اليهود ضمنهم حبر واحد ومنهم عبد واحد وهي شخصيات تحرس بيلماون ..
تعد مسخرة بيلماون او بوجلود او الهرمة استحضار ثقافي تاريخي للانفجار وكسر سطوة الضوابط والانفجار ضد السلطوية بشكل جماعي ،لحظة تحرر موغلة في التوحش والحرية المطلقة التي ترفع لثام العرف وضبطه المتصلب والجدي في الجماعة وضعف هامش الحرية والتداعي الحر ،ويأخد هذا الطقس المسخري بعدا فرجويا واثما مشروع يعطي للأرواح الشريرة التدفق في الجسد والسلوك بالاقنعة ،ما يعزز القيمة الفنية الغير المقيدة لطقوس مسخرة بيلماون ،فرصة لتعبير عن الصورة النمطية الشرعية التي تقدمه كقائد بشع وحراسه المثيرين للخوف والفزع في تمثيل لما يعانيه المراهقين والشباب والمخبولين والمنبودين لوقفة حقيقة يصرف فيها عامة المجتمع من رعاع وفلاحين للمحموم النفسي واللاشعوري فيهم في معاكسة القاضي في العرف ،واحكامه الجائرة في مسخرة بيلماون ضد العرف والمنطق ،
انها فورة بركان الغرائز والاحتفال بالبشاعة واضهارها كبعد فني في مرحلة التفريغ والاستعداد لسنة موسمية جديدة مجبورة على التقيد بالضبط والجدية وسلطة جماعة ..
اننا اليوم امام مظهر ثقافي واجتماعي مرتبط بشروط وسياقات معين فيه للجماعة سطوة ،وتقزيم مفهوم الفرد الى حدود انتفائه ،ووجوده مقرون بحقوق الجماعة والقبيلة .لكن اليوم هل استطاعت الجمعيات من بلورة تصور حوله وساعدت هذا الطقس على ان يكون منبرا فنيا يعالج ثيمات وموضوعات الراهني وهموم المغربي المعاصر بناءا على تحول وتحوير وصياغة تكون في مستوى الاستلهام من الثرات بدل التقليد الغير الواعي ؟؟!!
ودليل مذهبي في هذا الاشكال ،كيف تشكلت هوية بيلماون المسخرة كموروث قديم وضارب في التاريخ الأمازيغي وفي ثقافات شعوب البحر الابيض المتوسط والثقافات الحضارية القديمة في افريقيا ومصر القديمة ،بتأسيس مستمر لمسخة بيلماون وفق المستجد من المعتقدات الجديدة مع الاسلام والسنة الابراهيمية في عيد الاضحى باستعمال الحناء والكحل باعتبارهما مادة الجنة عند قوم التفسير المحلي ،كما يستعمل في بعض طقوس العبور والختانات والزواج ..والممهدان بالضرورة بنحر ضحية من خلالها يتبين ان الدم المسفوحة والحناء يجدان نفسهما مترابطان باستمرار ،
هذا الجو الروحاني يتقلب بشكل عنيف كما لو انه انقلاب على القيم والسلطة الاجتماعية ،حين يحتل موكب من المساخر القرية في تلاثة ايام اللاحقة للعيد ..
ندعو من المهتمين اماطة اللثام عن الغاز هذا الطقس وادماجه بما يناسب دور العملية الثتقيفية والمعززة لبعد الفن والمسرح ..لعبة الاقنعة ..ورمزياتها في بناء الادوار اللازمة في ترسيخ الهوية والشخصية المغربية ..