خالد المسعودي-من مكناس
الثلاثاء01غشت2023-11:14
نزل خبر تنقيل قائد مركز الدرك الملكي لبوفكران محمد كنوش، كالصاعقة على نفوس ساكنة بوفكران، ومجاط و جماعة سيدي سليمان مول الكيفان نظرا للمكانة الرفيعة لهذا القائد الدركي بين سكانها، و لسمعته الطيبة وحسن معاملته و تواضعه، الذي جعل منه رجل أمن محبوب عند عموم المواطنين، الذين يشهدون بأنه من خيرة رجال الدرك، الذين مروا بجماعة بوفكران ككل.
و قد جاء تنقيل قائد الدرك الملكي لبوفكران إلى مراكش، في إطار الحركة الانتقالية التي تم الإعلان عنها، في صفوف هيئة رجال الدرك.
و كان محمد كنوش قد عين بمركز بوفكران، قادما من بني وليد تاونات.
كنوش رجل درك مثقف، من الجيل الجديد، حيث جسد المفهوم الجديد للسلطة الأمنية بمعناه الحقيقي، و بشهادة الجميع، كان من أطيب خلق الله، فنعم الدركي الخلوق، المهذب، الماجد، اللطيف و الدمث ثم الإنساني، حتى أن عامة الناس كانوا يصفونه بعبارتهم العامية ( ولد الناس) بكل ما تحمله هذه العبارة من معاني إنسانية ودلالات اجتماعية وحمولات ثقافية في الذاكرة الشعبية. سيظل سكان المنطقة يذكرون بكل الخير، كان إنسانيا اجتماعيا متواضعا بشكل لافت للنظر، يتقن فن التواصل مع جميع شرائح المجتمع، مكتبه مفتوح في وجه جميع المرتفقين لمركز الدرك الملكي، رقم هاتفه عند الجميع، يلبي النداء و الاتصال في أي لحظة، قريب من المواطنين، لا يميز بين هذا ولا ذلك، يتعامل مع جميع الأطياف و الفئات، بليونة و طيبوبة، ويقدم الخدمات في إطارها القانوني، حاضر في الأحداث، يشارك الجمعيات في كل الأنشطة ،يقدم المساعدات للجميع، يسهر على أمن المنطقة، يتابع كل كبيرة وصغيرة، دبلوماسي محنك في الحوار والتواصل ثم الإقناع، يحل جميع المشاكل، حتى المستعصية منها يجد لها الطريق، بتوجيهاته السديدة و أرائه النيرة، و مواقفه الشجاعة القانونية، و في علاقته بالمنتخبين بالجماعات الترابية الثلاثة التي كانت تحت إمرته، كان سندا قويا لهم، يوجههم لخدمة المنطقة وتنميتها، في احترام تام للقوانين و الأعراف المعمول بها، بل كان خدوما لهم يدافع عن المنطقة و كأنه ابنها البار، وبذلك يعتبر مثالا يحتذى به، وفي حسن المعاملة، وفي تجسيد مفهوم المواطنة والوطنية الحقة، تنقيله من بوفكران إلى مراكش، خسارة كبرى لهذه المنطقة، وفي نفس الوقت ربح مهم للمدرسة الملكية لضباط الصف للدرك الملكي التي سيشتغل بها، فهنيئا لجهاز الدرك بهذا الرجل.
هذه شهادة واقعية بل حقيقية في حقه، كان دركيا بارعا بل ماهرا ،قاد المنطقة بدون مشاكل، بدليل أنه لم تسجل في مساره المهني الأول في حياته الوظيفية، طيلة مدة ست سنوات، أي شكاية من أي شخص كيف ما كان نوعه، وهذا دليل قاطع وحجة قوية، على أن الرجل كان يتقن فن رئاسة المركز، مما يستحق عنه ترقية إلى مرتبة أعلى، إن شاء الله، كيف لا وهو الذي جسد المفهوم الملكي للسطلة الأمنية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ جلالته، يؤكد عليه في كل المناسبات باعتباره السبيل الأنجح لتدبير الشأن المحلي.