بقلم عادل بن الحبيب
الخميس 05 اكتوبر 2023 – 21:33
تعددت الأسباب التي دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلى منح المغرب شرف تنظيم كأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال.
حيث كسب الملف المشترك دعما قويا، لأنه ارتكز على عديد المعطيات الموضوعية، ذلك أن قرب المسافة بين المغرب من جهة وإسبانيا والبرتغال، يجعل تنظيم البطولة بين قارتين أمرا ممكنا، بما أن التنقل بين هذه الدول لن يكون مرهقا للمنتخبات أو الجماهير التي ستتابع المباريات. وهذا التقارب يتماشى مع طموحات الاتحاد الدولي الذي يريد أن تعكس البطولات مبادئه العامة في تقريب الشعوب والثقافات.
كما أن قوة هذا الملف، ترتكز في جانب آخر على البنية التحتية القوية في البلدان الثلاثة سواء من حيث المنشآت الرياضية العصرية التي توجد في المغرب وإسبانيا بشكل خاص، أو في البرتغال، بتوفر ملاعب مميزة وكذلك مطارات حديثة يمكنها استقبال الجماهير.
كما أن الاستقرار الاجتماعي في هذه الدول جعل الملف قويا باعتبار التطور الاقتصادي الذي يشهده المغرب أساسا في السنوات الماضية، حيث شهدت البلاد ثورة اقتصادية، إضافة إلى ما تعيشه إسبانيا من نجاحات وكذلك البرتغال وهي من النقاط التي تضمن نجاح أي بطولة كبرى.
بالإضافة للعوامل السابقة، يمتلك المغرب تاريخا كرويا كبيرا، وبصمة رياضية واضحة، آخرها كان خلال مونديال 2022، عندما وصل منتخب “أسود الأطلس” لنصف النهائي و هو اعتراف بنجاح السياسة الرياضية في المملكة، وهي سياسة تقف وراءها رؤية ملكية تجعل الرياضة جزء أساسيا في منظومة التطوير الشامل الذي تعيشه البلاد في مختلف المجالات. وهو ايضا اعتراف دولي بقدرات المغرب المؤسساتية لإدارة هذا النوع من التظاهرات ذات المستوى العالمي، والذي يتطلب مؤهلات عالية ودقيقة من حيث الجودة والكم والكيف، وهو تتويج لمسار طويل من البناء الإستراتيجي والهيكلة المؤسساتية للعديد من القطاعات التي باتت تستجيب للمعايير الدولية وقادرة على استضافة التظاهرات العالمية ذات المستوى العالي.
كما أن هذا التتويج يعتبر نجاحا للدبلوماسية المغربية التي تمكنت من الترويج والإقناع ومنافسة ملفات أخرى كانت في مرحلة أولى منافسة لمسعى المغرب قبل أن تتراجع.
ماذا يجني المغرب من تنظيم مونديال 2030 ؟
يتابع كأس العالم قرابة 4 مليارات نسمة حول العالم، ويعود احتضان الدول للفعاليات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم، بفوائد جمّة على الدولة المستضيفة على جميع الأصعدة: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وبالتالي فإن احتضان المغرب لنهائيات هذه البطولة يعني إشعاعاً للمملكة على الصعيد الخارجي كأحد النماذج الناجحة في العالم العربي وفي القارة الأفريقية، إضافة إلى دعم مكانة المغرب كوجهة سياحية جذابة عقب انتهاء المسابقة.
من جهة أخرى، سيصبح المغرب قبلة المستثمرين من كل أرجاء العالم، باعتباره يشكل نموذجا ناجحا، بجانب توافر بنية تحتية ومناخ اقتصادي يشجعان على الاستثمارات الضخمة. فضلا عن ذلك، فإن احتضان كأس العالم سيجعل من المغرب خلية عمل من أجل إنجاح هذا التحدي، مما سيوفر فرص عمل جديدة تقدر بعشرات الآلاف، إذ من المرتقب أن يتم استثمار مبالغ كبيرة من أجل مزيد من تطوير البنية التحتية، خاصة تلك المتعلقة بقطاعات النقل والنزل والملاعب.