محسن الأكرمين
الجمعة 20 اكتوبر 2023 – 13:19
في مدينة الأحاجي مكناس، نُفكر في الحلم ونُغَيِّبُ الواقع من الاستحضار، من تم قد نتحرَرُ ولَوْ جزء من رتابة الواقع المرير، وبلا كوابيس واقعية. في مكناس نفتقد الإطارات التنموية المُفكرة، المنتجة للتنمية، والتي تُحدث التحول النوعي، لا دفاتر الأكرية وتراكم فساد الريع (حلال)!! في مدينة نُكثر من إطلاق الكلام على عواهنه !! فبتنا حين نريد مقاومة المتردي من القيم، نعانق الخيال لإنتاج تنمية طوباوية، أمام متتالية تحدي المعيقات غير المنتهية في مدينة الأحاجي.
في مدينة أَلُو … مُخاطبكمْ لا يُجيبُ، يغيب التفكير الهندسي البنائي، نتيجة تلك التجارب السياسية التي أخفقت تباعا، فجل التشخيصات وإعادة البناء اعتبرت مكناس قوة ناعمة في مجال الاستثمار والاقتصاد، لكن المدينة بات لا تنتج غير الاغتصاب البيئي، وفض بكرة عذرية التناغم بين الإنسان والطبيعة (التهيئة الحضرية) !!
في مدينة… المرجو إعادة الاتصال…، لن يَنْجحَ أي مشروع سياسي مهما كانت قُوته، فالمعضلة الكبرى تكمن في كثرة من يجذبون حبل الإنذار في قطار المسؤولية للتوقف وإسقاط المناوئين، بعيدا عن تطبيق الحكامة الدستورية. في مدينة الأحاجي، كم من سياسي نزل من القطار في محطة نائية، حين توقفت مسؤوليته سالمة غانمة !!
في مدينة ا أَلُو … مُخاطبكمْ لا يُجيبُ…، هنالك المُجادل البليغ الذي يَسْتولِي إقناعا بالبرهنة والاستدلال، وينتهي بالسفسطة السياسية والنفعية الذاتية!! هنالك من يتكلم إلا حين يستدعي المقام في جلسات السياسة المؤسساتية العامة. وهنالك من يُحرف الصمت حين يجد أن الصمت أبلغ من خطابات (إباحية الغضب) الجماعي بمدينة الأحاجي، ويتساءل في عمق ذاكرته بالاستنكار : كيف يُمكن إسماع صوت الحكامة لأشخاص لا يعرفون لغتها الدستورية والمؤسساتية؟
في مدينة الأحاجي مكناس، نَفتَرِضْ وجود المثقف(سابقا) الذي كان يحمل رمزية مقاومة المتردي ، لكن جل مثقفي المدينة تنقصهم وسائل الراحة من الداخل، فيكثرون من التدخين، ودعوات اللقاءات المجانية، ويدمنون على رمي كل المغالطات الاجتماعية والثقافية القائمة بمدينة الأحاجي على النصب المجهول بتدبير السياسة، ثم يَجْنحون نحو التعميم الذي يماثل قصة (ذيل الثعلب) على اعتبار الجميع جزء من المشكلة ومن الحل !! في مدينة الأحاجي، هنالك مبدأ التجانس في صناعة الإخفاقات بالجودة المتناهية، وبالتنوع في الزمان والمكان!! ولما لا الحفاظ على الكرسي الواحد !! ولو على حساب كراسي المسؤوليات المُجانبة.
في مدينة الأحاجي مكناس نسمع: ليس فيها من القنافذ أملس، وهذا تعميم فظيع وماكر يماثل (الحُوتَة الخَانْزَة فِي الشَّوَارِي) !! فالكُلُّ يرى في (كِيتَانْ) مكناس، وحوشا مختبئة في أمان، وستظل دائما راقدة وكامنة، وقد تصير الآن أكثر شراسة، في انتظار الانقضاض على الغنائم، والمتروكات النفعية والريعية، بعدما تجذب السلطات الترابية والقضاء حبل الإنذار في قطار سير مجلس جماعة مكناس.
في مدينة… المَرْجُو إِعَادَةِ الاتصَالَ…، لم يُناسبْ أحد من ساكنتها نمط جودة الحياة، وبات الجميع يشتكي المعاناة، وعُمقِ المشاكل التي لا تنتهي. في مدينة لم تَخترْ يوما مشاكلها المتنوعة والمتجددة!! بل الجميع بالفطرة قبلوا بها، وأنتجوا مشاكل أخرى ممتدة في الزمان والمكان. في مدينة الأحاجي، تُدار السياسة على الأمد القصير بصعوبة بالغة وكبيرة، مدينة لا تنتج غير الكلام المباح بالمتناقضات المتجانسة في أيام (موسم) دورات المجلس الجماعي!!
في مدينة الأحاجي مكناس، لم يشارك أحد من سياسيي المدينة في زعزعة استدامة الهشاشة، بشكل أو بآخر لإنتاج الذكاء التنموي، وجودة الحياة والتنمية التمكينية. في مدينة ألو… يتعذر الاتصال بمخاطبكم …، فقد يشتكي مجموعة من مستشاري ومستشارات عن مجلس جماعة مكناس من غياب التواصل المباشر بينهم وبين رئاسة المجلس، حيث يتلقون نفس الإجابة الهاتفية (مخاطبكم لا يجيب!!). هنا لا التحول الرقمي ينفع، ولا الذكاء الاصطناعي وَجدَ قدم للتواصل الفعال، ولا تعميم الانتفاع بالمعلومات تم إخراجه من رف الثلاجة الدستورية بمدينة الأحاجي.