الدكتور خالد الصمدي
الاربعاء 15 نونبر 2023 – 20:44
سؤال أجابت عن بعض جوانبه الأوراق والمداخلات العلمية التي قدمت في الندوة المتميزة التي نظمتها شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ، بمشاركة ثلة من خبراء هذه الشعبة وقيدوميها وأساتذتها الجدد وطلبتها احتفالا بالذكرى الأربعين لتأسيس هذه الشعبة المباركة وتكريما لعدد من خبرائها الذين أحيلوا على التقاعد وفاء لهم وعرفانا، علما بأن العلماء لا يتقاعدون كما قال الملك الحسن الثاني رحمه الله ذات درس حسني .
هذه الشعبة التي انطلقت فسيلة من كلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1981 غرسها مؤسسها الاستاذ الدكتور محمد بلبشير أطال الله في عمره في صحة وعافية ، قبل تعميمها على مختلف الجامعات المغربية بعد ذلك ، فتخرج منها مآت العلماء والأساتذة الباحثين الفضلاء الذي لبو حاجة الوطن في التأطير الديني داخل الوطن وخارجه، والتربية والتعليم والثقافة والإعلام والشؤون الاجتماعية والأسرة والعدل والقضاء والخارجية وغيرها من القطاعات الحيوية التي تزخر بخريجي هذه الشعبة الذين يجمعون في تكوينهم العلمي بين الهوية والتنمية، ونوقشت بها مآت الاطروحات الجامعية وحققت المآت من الذخائر العلمية التي كانت مخطوطة فخرجت إلى حيز الوجود ، وأسست عشرات مراكز ومختبرات البحث العلمي وتكوينات الماستر والدكتوراة بجميع مؤسسات التكوين والبحث بالجامعات المغربية ومراكز التكوين التربوي ، ومدت جسور التواصل بينها وبين مختلف التخصصات الإنسانية والاجتماعية والعلمية والصحية والقانونية ، و
أسست جمعيات متخصصة لهذه الغرض كملتقى العلوم والمجتمع ، ونظمت المآت من المؤتمرات العلمية الوطنية والدولية ، وعقدت شراكات من جامعات ومراكز بحث ومؤسسات دولية متخصصة فرفع بذلك أساتذتها من خبراتهم وتجربتهم في التكوين والبحث العلمي .
وتخرج من هذه الشعبة آلاف الاساتذة من مدرسي مادة التربية الإسلامية ومدرسي مواد التعليم الأصيل ومواد التعليم العتيق ، وزودت المجالس العلمية المحلية والإقليمية والجهوية ومندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تكامل مع مؤسسات جامعة القرويين، بمآت الأطر المؤهلة للتأطير وتدبير الشأن الديني بما يتطلبه هذا المجال من وسطية واعتدال وصيانة لثوابت الأمة والذود عن حياضها بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وأتقن عدد من خريجيها اللغات الأجنبية فكانوا جسرا للحوار بين الثقافات والحضارات، وتخرج من هذه الشعبة آلاف الطلبة الأجانب من مختلف الدول العربية ومن الدول الافريقية ومن بلاد شرق آسيا ماليزيا وإندونسيا وبنغلادش وباكستان ، ومن دول أوربا وبلاد البلقان فكانوا خير سفراء للمغرب في هذه البلدان يعرفون بتاريخه الديني والحضاري ومؤسساته العلمية وخصوصياته السياسية والدينية والحضارية.
ولا تزال هذه الشعبة بحول الله شجرة طيبة توتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ويسعى الجيل الجديد من الأساتذة المؤطرين بها الى تجديد مسارها وتطوير عرضها البيداغوجي والتكويني والبحثي حتى تستجيب للتحديات القيمية والتكنولوجية والتواصلية والفكرية والمعرفية المعاصرة وتستمر في أداء مهمتها العلمية في ترسيخ ثوابت الوطن الجامعة والاستجابة لحاجاته في جمع متوازن بين الهوية والتنمية .
رحم الله عددا من المؤسسين الذين غرسوا فسيلة هذه الشعبة وسقوها بجهودهم تنظيرا وتاطيرا فقضوا نحبهم على هذا الدرب المنير ، وعلى رأسهم المرحوم الدكتور العربي بوسلهام ، رئيس الهيئة العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية ، وبارك الله في عمر وصحة الاستاذ المؤسس صاحب الفسيلة الأولى الاستاذ الدكتور محمد بلبشير الحسني، وبارك الله في جهود الخلف العدول من الأساتذة الباحثين العاكفين في هذا المحراب بحثا وتأطيرا وتكوينا، وشكر الله لاخواننا في شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالجديدة هذه المبادرة الحميدة وعلى رأسهم أخونا الدكتور عبد المجيد بوشبكة وفريق العمل وكل أساتذة الشعبة واطرها والطلبة الباحثين الخلوقين النجباء بها والذين ما قصروا في حسن التنظيم وكرم الضيافة ، حتى حقق هذا الملتقى أهدافه ومقاصده، وكل التمنيات لهذا الصرح العلمي الذي تشرفنا بأن كنا ولا ولا زلنا نعتز بأننا أحد لبناته ، بمزيد من العطاء الموفق خدمة لوطننا وثوابته وأمتنا وأسسها وحضارتها والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.