صدى المغرب – نورالدين غنبوري
الثلاثاء 28 نونبر 2023 – 20:42
بمناسبة الإحتفال بالذكرى 68 لعيد الإستقلال المجيد، وتفعيلا لأنشطتها الإجتماعية التي تندرج ضمن برامج الجمعية التي تهم الأطفال الذين ينحدرون من أسر معوزة ويعيشون وضعية هشاشة إجتماعية، وترسيخا لمبادئ وقيم التضامن والتكافل الإجتماعي، نظمت الجمعية الوطنية للتربية والثقافة ANEC بشراكة مع المجلس الجماعي للكنزرة بإقليم الخميسات، يوم السبت 25 نونبر الجاري بالمركز الصحي الكنزرة، حفل إعذار جماعي مجاني لفائدة أطفال المنطقة.
تميز هذا الحدث الإنساني، بحضور رئيس المجلس الجماعي للكنزرة السيد عبد العزيز الصادق وبعض أعضاء وعضوات المجلس الذين تفقدوا هذه العملية، وبحضور كل من المكتب المسير للجمعية الوطنية للتربية والثقافة ANEC وأطر المركز الصحي، بالإضافة إلى السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة وممثلي وسائل الإعلام وأباء وأولياء الأطفال المستفيدين.
وقد أشرف على هذه الحملة التطوعية الإنسانية التي إستفاد منها أزيد من 25 طفلاً طاقم من الأطر الطبية والتمريضية مشهود لها بالكفاءة والخبرة في هذا المجال وعدد من المتطوعات والمتطوعين من أعضاء الجمعية، الذين سهروا على حسن التنظيم حيث مرت العملية بأكملها في جو بهيج وفي ظروف صحية حسنة وتنظيمية محكمة، حيث جرى خلال هذه العملية إستعمال وسائل حديثة لإجراء الختان وتخصيص معدات طبية حديثة لضمان حسن سير الخدمات الصحية لهذه الحملة الإنسانية والإجتماعية ذات الوقع الإيجابي على الساكنة المستهدفة.
وقد قدمت للأطفال المحتفى بهم مجموعة من الهدايا والألعاب، وذلك بعد إنتهائهم من عملية الختان، كما إستفاد الأطفال من العديد من الأدوية اللازمة بشكل مجاني، بهدف التصدي للأعراض الجانبية الممكنة للطفل، كما قامت فرقة نجوم الأمل بتنشيط أطفال جماعة القنصرة عبر إدراجها لمجموعة من الأنشطة التربوية والترفيهية.
وقدم الطاقم الطبي والتمريضي المشارك في حفل الإعذار، مجموعة من التوجيهات والإرشادات للأمهات والآباء حول الكيفية التي يجب أن يستعمل بها الدواء.
وفي حديثه لجريدة صدى المغرب، أكد رئيس الجماعة الترابية للكنزرة السيد عبد العزيز الصادق “عن أهمية هذه المبادرة الخلاقة والهادفة إلى فك جانب من العزلة، وتدليل بعض الصعاب التي يعاني منها سكان المنطقة بشكل عام، والدواوير البعيدة على وجه الخصوص فيما يتعلق بإجراءات هذا النوع من العمليات، التي تدفع بالبعض إلى تأجيل ذلك في كل مرة ليبلغ الطفل عددا من السنوات التي تجاوز السن الطبيعي لهذه العملية، منوها ببادرة الجمعية الوطنية للتربية والثقافة ANEC وتفكيرهم الدائم في أبناء العالم القروي المعزول، كلما سمحت لهم الفرصة بذلك”، مبرزا أن عملية الختان كانت تشكل دائما عقبة حقيقية بالنسبة للعديد من الأسر المعوزة، التي بالكاد تتدبر مصاريف معيشها اليومي و تكاليف رعاية الأطفال، و بالتالي فإسقاط مصاريف عملية الختان والتي تعد مكلفة بالنسبة إليها، تعد بحد ذاتها عملا إنسانيا نبيلا، سترسم بلا شك البسمة على شفاه العديد من الأسر التي تعتبر ختان أطفالها مناسبة إحتفالية تدخل في قلوب المعوزين السعادة والفرحة المطلقة، كما أكد بأن العملية مرت في جو عال من التنظيم والتوجيه.
بدوره أكد السيد عبد الرحمان السيكري رئيس جمعية الأمل للتربية والتكوين، أن حفل الإعذار الجماعي هذا تم في ظروف جيدة، وإستهدفت بالأساس الفئات الإجتماعية بجماعة الكنزرة، وجاءت ترسيخاً لمبادئ وقيم التضامن والتكافل الإجتماعي، وأضاف أن الفئات المستهدفة إستفاذت من التحاليل القبلية التي تسبق عملية الإعذار، كم أن هذه المبادرة الإنسانية تساهم في تشجيع الأسر المعوزة، خاصة من العالم القروي، على ختان أطفالهم بالطرق الحديثة بدلا من اللجوء إلى الطرق التقليدية التي قد تكون لها إنعكاسات وخيمة على صحة الطفل، خاصة إذا ما تم إستعمال أدوات غير معقمة وفي ظروف لا تحترم الشروط الصحية لإجراء هكذا عملية جراحية.
إلى ذلك، يستحسن أن تتم عملية ختان الأطفال في سن مبكرة، بحسب السيد حسن شعايبي، والذي أكد على أن عملية الإعذار من الأفضل أن تتم خلال الشهر الأول من عمر الطفل، لتجنب إنعكاسات هذه العملية الجراحية البسيطة على نفسيته، حيث يكون الإحساس ما زالا ضعيفا لدى الطفل في مثل هذا السن.
وعبر العديد من الأهالي ممن إستفاد أطفالهم من عملية الإعذار، عن شكرهم وتقديرهم للجمعية الوطنية للتربية والثقافة ANEC وللمجلس الجماعي للكنزرة وباقي الأطراف المشاركة في تنظيم العملية، مؤكدين عن رضاهم عن خدمات الختان الآمنة والمرافق الطبية الملائمة التي أدخلت الفرحة على قلوبهم، لأنه بالفعل يرسخ ويجسد قيم التعاون والتضامن والتكافل التي ما فتئ مجتمعنا في أمس الحاجة إليها.
هذا، وتشكل عملية الختان محطة رئيسية في حياة الطفل لدى الأسر بإقليم الخميسات، حيث مازالت العائلات، خاصة بالعالم القروي تحتفل بهذه المناسبة وفقا للعادات والتقاليد القديمة، من بينها تخضيب يدي الطفل بالحناء، وإقامة حفل الختان بالشكل الذي يليق بهذه المحطة في حياة الطفل.